لن اتكلم عن شباب الايمو او (الجراوي) او (مصاصي الدماء )بعيدا عن جذور الظواهر السلبية وتاريخها وبداياتها وكيف وصلت الى المجتمع العراقي و لا اريد ان ارمي بكل ما يحدث في العراق من سلبيات واخطاء وازمات وظواهر اجتماعية على شماعة البعث وسياساته وما اوصلنا اليه طيلة فترة تسلطه على رقاب وعقول وواقع الشعب العراقي حتى حوله الى شعب مسخ ومجتمع مفكك يتعامل بأفكار وعادات غريبة طارئة عليه لكنها اصبحت متأصلة متجذرة يصعب تغييرها ولطالما تفاخرنا وتبجحنا باننا مجتمع محافظ واننا بلد شرقي يلتزم ابناءه بعادات وتقاليد واعراف ولا نقبل بان يتجاوز عليها او تنتهك او تخرق وكثيرا ما نسمع باننا مجتمع اسلامي ومن المفروض ان تسود التعاليم والاخلاق الاسلامية بين بعضهم البعض سواء اكانوا افرادا او جماعات وان مادة المجتمع الاولى ولبنته الاساسية هي الاسرة وان قوة هذا المجتمع وتماسكه انما تاتي من قوة الاسرة وبنائها وعلاقة بعضها البعض بعالمها الاوسع المجتمع ويزداد تفاخرنا وعزتنا اذا تحدثنا عن التاريخ وبدايات الحضارة وسبقنا العالم في التطور الانساني وان الانسانية وكل العالم مدين لنا باننا اول من كتب حرف واول من كتب قانون واول من وحد الله و٠٠و٠٠والحديث يطول والاصوات ترتفع وعلامات الزهو والفخر لكن اذا تحدثنا في مدى انعكاس كل ذلك على الواقع الاقتصادي والقانوني والتطور العلمي تجد ان الاصوات تترقق والرؤوس تميل والتعبير بالايماء والاشارات والمصطلحات العلمية وباللغة الانكليزية ليثبت بانه مثقف وانه استاذ وتجدهم يحرصون بان يدعموا تصرفاتهم بانها حضارية ولما اتت موجة الحرية الشخصية وحقوق الانسان والدفاع عن حقوق المراة (وماذا جنت المراة المصرية من احمد امين ) رأينا العجب العجاب وسقط كل ذلك التفاخر فراينا ماذا حدث بان يتنابز بعضهم البعض هؤلاء ولد ولاية واولئك معدان وهذا ابن العاصمة وذاك ابن محافظات جلب وهذا ابن مدينة وذلك ابن ريف وتجد الاعلام والفن الرفيع والادباء والكتاب والفنانين يجسدون كل ذلك بابداعاتهم وكتاباتهم راسمين صورا هجينة ومشوهة لكل ما افتخرنا به وتبجحنا به وربما كان تصويرهم هذا فيه مصداق حقيقي لواقع المجتمع بكل ما فيه من تجني وتحامل عليه وانتهاك لحرماته وان كان بعيدا عن الواقع في كثير من الاحيان ما اريد ان اقوله بالضبط هو ان تحديد هوية هذا المجتمع وابناءه واحترام معتقداتهم وتاريخهم لا ولم ولن يأتي عبر الخطب الفارغة والشعارات البراقة والتبجح ولنترك سياسة النعامة ببناء المجتمع في تشخيص المشكلات وتحديدها ، وهنا ياتي دور الدولة ومؤسساتها في الدرجة الاولى وهنا يجب ان لا يستثنى احد جهة ما سواء كانت تنفيذية ام تشريعية ام قضائية فعندما تخص المشكلة المجتمع فيجب ان تستنفر كل الطاقات والجهود اما بهذه الطريقة فلا اتعجب ولا استغرب بان تنتشر اي فكره واي مذهب واي عادة سيئة وسلبية وان كان الشيطان نفسه ما دام هنالك من يشرعنها ويدعمها ومن يصدقها ومن يسكت عنها ودائما ما نسمع بان الفكر لا يواجه الا بالفكر وان تترك ابوابك مفتوحة لتدخلها كل التيارات خير من ان تغلقها فتخلع وتجتث من ابسط واخف ريح هذا لايتعارض مع المثل الشعبي (الباب الي تجيك منه ريح ٠٠)بعد كل هذا الحديث اين جهود الحكومة ومؤسساتها اين اجهزتها الامنية والاستخبارية اين حصانتها وهيبتها من ترك الامور للعنف والقتل والعقول المتحجرة والتي لاتؤمن الا بالعنف والسلاح لمجرد انها تريد ان تثبت وجودها وتتباكى على الدين وعلى الاخلاق وهي تتصرف لا بما يريده الدين ولا ما تمليه الاخلاق او اي عرف وناموس في معالجة ظاهرة الايمو وسموها ماشئتم وكثير من الظواهر السلبية في مجتمعنا اليوم واين كان كل هذا الاهتمام بهؤلاء وهم حالة موجودة ومنتشرة في الشوارع وفي مقاطع البلوتوث والمواقع الالكترونية.