كنا صغارا عندما قرر والدي ان يعود بنا الى ارض الوطن ويبقى مقيما في دولة الكويت ولم يتصور يوما بان هذه العودة ستكون وبالا عليه فكر بان يبقي ابناءه في العراق ارض الاجداد وان يبقى هو مقيما يعمل وجواز السفر سيسهل مهمة اللقاء بهم وهم ليسوا بعيدين عنه جغرافيا فسكنا البصرة وفي قضاء الزبير تحديدا وفعلا كان له ذلك ولم تمض اشهر على هذه الخطوة حتى ختم جوازه ليلتحق بمحرقة القادسية ولم تنفعه كل المحاولات لاثبات انه دفع بدل الخدمة العسكرية او انه يعمل في شركة الاسمنت الكويتية او التزاماته مع تلك الشركة فصوت المعركة يرتفع فوق كل صوت والمحرقة تحتاج الى وقود وابناء الجنوب هم نارها الحامية ولا اريد ان اكمل القصة فهي معروفة للجميع وتطول سلم الله ابي من القادسية وام المعارك ومن كل مغامرات البعث ودفع ودفعنا معه الثمن غاليا وكل ابناء الشعب العراقي والشعب الكويتي فانا من مواليد الكويت واغلب اخوتي كذلك واعرف الكثيرين في محافظاتنا الجنوبية يملكون شهادات ولادة ومستمسكات رسمية كويتية فذاكرتنا تحمل الكثير عن الكويت واهل الكويت والمثل الذي يتردد بين الشعبين دائما في زياراتهم ومناسباتهم (حنه يبه خال وبناخي )دلالة على صلة الرحم والاواصر القوية بين الشعبين والتي طالما كانت هدفا للسياسة البعثية الرعناء ومحاولتها في بث الحقد والحسد والبغضاء والكراهية بين الاخوان والاقارب ولا ابرىء بعض الكويتين من ممارستهم لهذه السياسة تجاه العراق والعراقيين حتى من قبل وقوع الغزو البعثي للكويت وبدوافع طائفية ونستطيع ان نعتبر الطرفيين من الشواذ والطارئين على العلاقة بين الشعبين الشقيقين سواء البعث الكافر او دعاة الفرقة من طائفيين كويتين والذين تعاني منهم الكويت الامرين فالكويت والعراق بلدان شقيقان اخوان جاران مسلمان عربيان تربطهما علاقات ومصالح مشتركة تفوق بكثير الخلافات والتقاطعات التي احدثتها حماقات البعث الكافر وصدامه المقبور وردات الفعل السلبية من قبل الكويتين جراء ذلك الغزو وهو ما حمله رئيس الحكومة والوفد الوزاري الكبير المرافق له وكلنا امل ان تطغى مصلحة البلدين على كل الحسابات الاخرى فخروج العراق من البند السابع مرهون بما للكويت من حقوق ومستحقات جراء الغزو البعثي وهنالك قرارات لمجلس الامن الدولي ملزمه للعراق وللكويت فليكن الحديث عن قبرها لاثبات حسن النوايا ولتدور عجلة العلاقات بدل من تعثرها وذهابها في اطار التعقيد والبحث في الماضي الاسود فتوقيت الزيارة كان موفقا فقبل انعقاد القمة العربية في بغداد اما ما تحقق من هذه الزيارة فغير واضح لحد الان لابناء الشعب العراقي فقدم الوفد العراقي لم تطأ الكويت حتى بدأت التصريحات الاعلامية من بعض السياسين وتحذيرات بعض الكتل لن نقبل ولن نسمح ولن ولا يجوز ولا يحق و٠٠و٠٠و والزيارة كانت مقررة ليومين ولم تكمل يوم واحد اما الوفد فانطباعاته عن الزيارة جيده وموفقه وبحسب ما اعلن عن تصفية ملف شركة الخطوط الجويه العراقية فهو خبر جيد ومشجع ام الحديث عن ترسيم الحدود فكان موضوع عائم وغير واضح كون ان هذا الملف محسوم ضمن قرارات مجلس الامن فلا ادري لماذا يطرح في مفاوضات اعلن بانها وديه واخويه ويراد حسم كل الملفات العالقة حتى يعود العراق كما كان بعيدا عن الوصاية الدولية وبعيدا عن شبح وكابوس البعث ومغامراته وتعود الكويت بعيدا عن ردات الفعل وهوس الغزو البعثي والتلويح بالانتقام والثار وهنالك تجربة رائدة لشهيد الحراب قد سره لما عرف عنه دوما بحرصه على العراق والكويت معا فمنذ تسعينيات القرن الماضي قام الحكيم بترميم العلاقات الكويتية العراقيه وبعد جهد جبار ورؤية متقدمه وفهم حقيقي لما تعنيه العلاقة بين البلدين وبقت هذه الجهود مع عزيز العراق وتبنيه لاخراج العراق من طائلة البند السابع وتستمر الحكاية مع سماحة السيد عمار الحكيم ولا اريد هنا ان انقص او اقلل من جهود الوفد العراقي لكن يجب ان يكون العمل بمستوى تلك الجهود وذلك العمل المتواصل والممتد لعقود وان يكون ايضا بمستوى هذه العلاقات بين الشعبين بعيدا عن اثارة ما ينغص تلك المفاوضات وليكن العمل واضحا وشفافا بعيدا عن المزايدات والعقد الوهمية والتي يراد للبلدين ان يبقيا اسيرين لها ويدوران في فلك المؤامرة والتامر وتبادل الاتهامات متمنين لكل جهد صادق نابع من صميم قلب وصادق نية نظرا لظروف معقدة والم وحرمان ومظلوميةعاشها الشعبان بان يتكلل بالنجاح لما فيه خير العراق و سعادة مستقبله ومستقبل الشعب الكويتي لاننا في النهاية نعتقد ان ما يراد له ان يكون لابد ان يمر من بوابة خير الشعبين لاغير .