الشهادة وضعها الله تعالى في مصاف النبوة.. كرمتها الرسالات السماوية وقدستها الشعوب بمختلف دياناتها وعقائدها وعاداتها وتقاليدها .. ربطتها باستشهاد رمز عظيم لتجعل من يوم استشهاده مناسبة سنوية وموسماً يليق باستذكار كل شهداء الوطن.
ولكون عراقنا الحبيب يزخر بالشهداء الأكارم عبر تأريخه الطويل فقد اقتضت الضرورة اعتماد قواعد وشروط ومواصفات تتوافر عليها شخصيّة الرمز الشهيد، ونوع القضية التي استشهد من اجلها، فإذا أضيفت لتلك الثوابت قدسيّة الزمان والمكان جاء الاختيار موفقاً متكامل البناء.
وعملاً بهذه المقتضيات هل توافرت شخصيّة عراقية على ما مر من مواصفات وشروط اختار لها الله تعالى قدسية الزمان والمكان غير شخصية شهيد المحراب محمد باقر الحكيم(رض)؟!.
[ نتحدث عن عصرنا الحديث .. ولا وجه للمقارنة مع المعصومين عليهم السلام ].
قضية بحجم وطن .. ومكان بطهارة علي .. وزمان بقدسية رجب .. وسيد بأنفاس الحسن.
لو سألت كلّ شهداء الأرض .. لو خيرتهم لما اختاروا غير الأول من رجب يوما ً لاستذكارهم والاحتفاء بهم.
فلماذا يصر الأخوة في حزب الدعوة على صرف النظر عن هذا اليوم بكل ما حمل من قدسية وما احتوى من مواصفات تليق بالشهيد العراقي الأكرم؟!.
اختيار غير الأول من رجب خطأ فادح فيه إساءة كبيرة لليوم المحدد أو الرمز المختار، إذا ما حسب تحديا ً لرجب الأصب وضريح علي وأنفاس الحسن.
اما إذا كان الأمر بغضا ً بعلي لا حبا ً بمعاوية،
فنترك الحكم للعراقيين الشرفاء، لكل محافظات العراق التي انتفضت في شعبان ..لهتاف ملايينها المدوي: لا زعيم إلاّ الحكيم.