في الحالة العراقيّة لم يلتفت القائمون على رأس السلطة إلى هذين العاملين الخطرين بالرغم من ان الحالة العراقية تكاد تكون فريدة، كونها قامت على أنقاض أعتى تسلط دكتاتوري، وتداعياته المتمثلة في خراب شامل أصاب كلّ مفاصل الحياة في الداخل و سياسات هوجاء أزمت العلاقات مع دول الجوار والمحيط الإقليمي والعربي والعالمي.
ونتيجة نزعة الاستحواذ التي غلبت على سلوك قادة حزب الدعوة الذين سعوا الى احتكار المناصب وتنكروا لرفاق مسيرة الجهاد والتضحيات الطويلة الذين شاركوا في إسقاط سلطة البعث المجرم ونتيجة حرصهم على الاستفراد بالسلطة لم تستقر الأوضاع في العراق ومازالت العمليّة السياسيّة تراوح مكانها، وما زال مستقبل الديمقراطية مهدد بأعتى المخاطر.
من هنا جاءت دعوة السيّد عمّار الحكيم إلى ضرورة تصفير أزمات الداخل التي يمكن معالجتها بالحوار البناء الجاد المصحوب بصدق النوايا وتقديم جزء من التنازلات والابتعاد عن نظرة المكاسب الفئوية والمصالح الشخصية، تأكيد السيد الحكيم على هذه الجزئية بالذات نابع من حرص وطني ومسؤولية عالية يشاركه فيها جميع الخيرين من أبناء العراق الغيارى الساعين إلى بناء عراق ديمقراطي مستقر تتعايش فيه كلّ الأطياف بمحبة وسلام وتنعم بخيراته وفق مبادئ العدل والمساواة.