تبنت الشعوب والحكومات _ وبغض النظر عن التزاماتها الدينية وتوجهاتها العقائدية – أسلوب التعامل باحترام مع رجال الدين من دون تمييز بين دين ومعتقد حتّى وان كان ذلك الدين أو الاعتقاد يتقاطع مع توجهاتها _ هذا قبل ظهور الوهابية وصنيعتها القاعدة التي تبنت الإرهاب مصورة الإسلام بأبشع صورة نفرت الشعوب غير الإسلامية بما ارتكبته من أعمال إجرامية باسم الإسلام وتحت عنوان جهاد الكافرين. فإذا كان هذا ديدن الشعوب والحكومات غير المتدينة مع علماء الأديان- الذين يختصر عملهم على إقامة الطقوس العبادية فمن باب الأولى ان يكون المسلمون أكثر توقيراً وتكريما لهم خاصة وهم يسمعون كلام الله وأحاديث رسوله ووصايا أهل بيت النبوة تؤكد هذا الجانب وتجعله من ثوابت الدين:
إنما يخشى الله من عباده العلماء ..
يرفع الله الذين آمنوا والذين أوتوا العلم درجات ..
علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل ..
إذا مات العالم ثلم في الدين ثلمة لا تسد أبداً ..
وإذا كان هذا الحال مع علماء الإسلام، فمراجعنا هم الامتداد الطبيعي لأهل بيت النبوة، والقائمون بتنفيذ أوامر الحجة صاحب الأمر في غيبته.
العراقيون بكل طبقاتهم وعلى اختلاف أديانهم ومللهم ومذاهبهم وميولهم وأهوائهم واتجاهاتهم يعرفون ذلك وأكثر، إذن من يقف وراء استهداف المراجع الكرام، مرة بالتشويش ..ومرة بتسخير مأجورين يرتدون العمائم يطلقون الإشاعات ويلقون التهم لتشويه صورة المراجع ..ومرة بارتشاء مشردين يلقون القنابل الصوتية على بيوتهم ومكاتبهم ومرة بتهديدهم وسحب الحمايات عنهم ..ومرة ..ومرات.
مع أن مراجعنا الكرام صمام أمان لوحدة العراقيين ومستقبل أجيالهم .. لم تقف التزاماتهم الدينية دون خدمة شعبهم والدفاع عن استقلاله ورفع المظالم عنه والتصدي للحكام الطواغيت.