نشرت مجلة الاسبوعية لقائين منفصلين الاول مع السيد رئيس الوزراء نوري المالكي والثاني مع السيد عادل عبد المهدي نائب رئيس الجمهورية وكانت الاسئلة نفسها في كلا اللقائين لكن الاجوبة كانت مختلفة واعتمدت الأجابات على الطبيعة الشخصية لكل منها ومتبنياتهما الفكرية ورؤية بناء الدولة اضافة الى الفارق الكبير في ثقافتيهما التراكمية , ولا يخلوا اللقاء من احداث مقارنه بشكل غير مباشر بين الرجلين لانهما الان يتنافسان بشكل واضح على منصب رئاسة الوزراء العراقية وعلى الارجح كانت الاسبوعية تسعى الى احداث نوعا من المقارنة او المناظرة بين الرجلين ولكن بشكل غير مباشر , ونحن بدورنا اردنا ان يكون اكثر وضوحا فعمدنا أن نجعل المقارنة بشكل مباشر وصريح من خلال هذه المقارنة التي نعتقد بموضوعيتها , وان سبب المقارنة هو لاطلاع المواطنين وبعض السياسيين على ملاحظاتنا التي سجلت للاعوام السبعة الماضية :-
١- السيد نوري المالكي خريج كلية اصول الدين ويحمل الماجستير في اللغة العربية ( شعر ابو المحاسن ) , وعبدالمهدي خريج جامعة بواتيه – فرنسا ويحمل دكتوراه دولة في الاقتصاد .
٢- السيد المالكي يجيد الخطب وبصوت عال , وعبدالمهدي يجيد التحدث بلغة الارقام وبصوت هاديء .
٣- السيد المالكي سريع الغضب بينما لم يلاحظ على عبدالمهدي هذه الخاصية حتى في احلك الظروف التي مرت به.
٤- لايملك السيد المالكي اية نتاج علمي بينما يمتلك عبدالمهدي عدد من المؤلفات المهمة ذات الطابع التنموي .
٥- يرغب السيد المالكي لقاء شيوخ العشائر الذين يمدحون باهازيجهم من يدفع اكثر ,بينما عبدالمهدي يرغب بلقاء النخب العلمية من اقتصاديين ومهندسين واطباء ومفكرين .
٦- للمالكي حاشية من الدعاة وجيش من المستشارين , و لعبدالمهدي عدد قليل من المقربين وينتمون الى مدن مختلفة .
٧- يجيد المالكي اللغة العربية بشكل متمكن ويخلط معها بعض العبارات الدارجة حينما يصعب عليه الافهام بالفصحى , بينما يجيد عبدالمهدي اللغة الفرنسية والانكليزية اضافة الى اللغة العربية .
٨- المالكي سريع التقلب من موقف الى آخر سواءا مع الداخل العراقي او مع دول الجوار , بينما عبدالمهدي ثابتا في كثير من مواقفه .
٩- لاينفك المالكي من التاكيد على المنجز الامني ويعتبر بناء الدولة ياتي من خلال قرارات ارتجالية , بينما السيد عبدالمهدي ينظر الى بناء الدولة من خلال بناء المؤسسات القوية واعتماد هوية واضحة للاقتصاد العراقي .
١٠- يخضع المالكي بشكل غريب لاصحاب الشهادات العليا الذين حصلوا على شهاداتهم برعاية النظام السابق بينما السيد عبدالمهدي يحترم اصحاب الشهادات ولكنه يشترط المنجز العلمي والعملي لهم ويعتبر الشهادة وريقة لاتعني شيئا بدون توفر المهارات اللازمة لصاحبها .
١١- السيد المالكي اطلع فقط على التجربة السورية وهو يميل الى مفهوم الرجل القوي , بينما عبدالمهدي اطلع على التجارب الاوربية والاسيوية الرائدة في التنمية ويسعى الى تنمية شاملة تنقل العراق من بلد ذو اقتصاد ريعي الى بلد مشارك في حركة الاقتصاد العالمي ومؤثرا فيه .
١٢- السيد المالكي لم يسجل عليه اي انتقاد لهيكلية الدولة او ايجاد بدائل للمشاكل المتراكمة منذ سنين , بينما عبدالمهدي لم يوفر لقاءا الا وذكر من ان العراق يسير الى المجهول اذا استمر على نفس البنية الادارية والاقتصادية وقد استمر في وضع الحلول التي قد تصلح كخارطة طريق للاصلاح السياسي والاقتصادي للبلاد .
قد يبدوا للبسطاء من الناس ومن خلال قراءة النقاط المذكورة اعلاه ان صاحب المقال منحاز الى السيد عبدالمهدي لكنني ادرك ايضا ان صاحب البصيرة سوف يقتنع ببساطة من ان هذه المقارنة حقيقية وان الانحياز كان للحقيقة والعلم والثقافة , واعترف انني اقصد حث الراي العام لرؤية الحقائق بشكل واضح ومعرفة مصلحتهم الحقيقية وبالتالي بناء مستقبل ابنائهم بشكل صحيح حيث اثبتت تجارب الشعوب العظيمة انهم قد اختاروا قادة اسوياء مولعين بالتنمية لا بالصراخ والهوسات العشائرية التي تربى عليها العراقيون منذ زمن النظام السابق وبالتالي فاننا نريد ان نخلق مزاجا عاما يرتبط بالنزعة الى التطور والحداثة لكي نلتحق بركب العالم المتقدم ولايهمنا فيما لو اتهمنا بالانحياز حيث نعتقد ان احيازنا للحقيقة هو واجب اخلاقي و وطني وهو مايجب ان يكون عليه المثقف العضوي لا ان يختبأ ويسكت دون ان يجهر بالحقيقة فيصير صمته عارا وخزيا في المستقبل المنظور .