الحديث عن الاهتمام بالتعليم في مرحلة ماقبل الدراسة الابتدائية والحث على تطويره سيثير استغراب الكثير من الناس واستهجان البعض وربّما ضحك البعض الآخر، أنا اعطي الحق للمستغربين والمستهجنين والضاحكين لكني لا أبرئ ذمة الشاتمين. فمدارس الطين المسقفة بسعف النخيل، الخالية من الماء والكهرباء والمرافق الصحية، وافتراش التلاميذ للارض بملابسهم الرثة وقرطاسيتهم الممزقة وكتبهم المدرسية التالفة، وحاجة العراق الى اكثر من ٥٥٠٠ مدرسة ابتدائية وقريب منها اعدادية، ومناهج التعليم المتخلفة عن ركب التطور العلمي بعشرات السنين، وغيرها من الأسباب تجعل الحديث عن تطوير التعليم لمرحلة ما قبل الابتدائية نوعاً من الترف والبطر، مع ان دّولاً اقل من المستوى الحضاري والاقتصادي والثقافي للعراق بكثير أهتمت بهذا الجانب وخصته بالرعاية جنباً إلى جنب التعليم الابتدائي والثانوي والعالي فأقامت الحضانات المجهزة بكل مستلزمات الأطفال من عمر سنتين الى أربع سنوات، كما أقامت روضات للاطفال من عمر سنتين إلى ست سنوات هي الأخرى مجهزة بمستلزمات واحتياجات الاطفال بما فيها الألعاب واجهزة تطوير القابليات والمهارات الذهنية وأوليات القراءة والكتابة ومبادئ الثقافة العامة من شعر وموسيقى وفنون ورياضة ومبادئ الحاسوب وعلوم الحياة وابجديات لغة اجنبية، بحيث ينتقل الطفل الى المدرسة الابتدائية وهوعلى استعداد لتقبل المواد الدراسية وبجهوزية كاملة وتفوق. الامر لايتطلب الكثير من العناء ولايحتاج الى مبالغ خرافية كما ان منظمة اليونسيف العالمية ترعى مثل هذه التوجهات وتدعمها بالبرامج والخبرات.
مما لايقبل الشك ان الاهتمام بهذا الجانب ينشئ أجيالاً متعلمة مثقفة بذهنيات متفتحة
وعقليات جبارة ولايترك مجالاً للأمية في المستقبل.