بعد أنّ دخلت عملية سحب الثقة في دهاليز التهديد والترغيب والتخوين بين من دعا لها وعلى الرغم من ابتعادها عن الصدارة في أولوية الأحداث بعد أنّ نسفت تقريباً برسالة الرئيس الطالباني ولم يُخيب السيّد مقتدى الصدر ظنّ من راهن عليه وعلى التيار الصدري بأن جعلها أمر ديني وروحاني ومقدس يجب أن يتم عندما وصف عملية سحب الثقة بأنه مشروع إلهي وهكذا تعودنا وفي كل خطوة يخطوها التيار الصدري ومنذ نشأته وظهوره كلاعب على مسرح الأحداث بأن يكون متطرف في متبنياته وطروحاته، لكنّه وبنفس التطرف ينقلب و يتحول إلى الجهة الثانية وبقرارات اللحظة الأخيرة والوقت الحرج وهو أمرٌ واضح في تاريخ التيار الصدري ومواقفه ابتداءً من موقفه من العمليّة السياسيّة والانتخابات ودخوله كطرف في الحرب الطائفية والبراءة من أفعال أنصاره وتصرفاتهم، وبعدها المشاركة وبقوة في العملية السياسية وعبر صناديق الاقتراع التي رفضها وفندها شرعياً أو (إلهياً) وانتهاءً بموقفهم من رئيس الوزراء نوري المالكي قبل الانتخابات وبعدها ومن ثم دخولهم كشريك أساسي في حكومة رئيسها المالكي ولم يتوقع احد ان يكون موقف التيار الصدري بهذه الحدة من قضية سحب الثقة حتى اجتماع أربيل عندما دعا رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني السيّد مقتدى الصدر فكان ان تبنى التيار الصدري كلّ الاجتماع وبعث برسالة نيابة عن الجميع موجهة إلى التحالف الوطني الذي ينتمي إليه وله ثقل كبير وهو صاحب القرار فيه ليعقد اجتماع النجف مكملاً للقاء أربيل وسلم ٤٠ صوت وهم كلّ نواب كتلة الأحرار في مجلس النواب للرئيس الطالباني لسحب الثقة فهل كان تطبيقاً لفتوى من قبل السيد مقتدى الصدر أم هو إيماناً واستماتة وطاعة عمياء، فهل تحول الأمر إلى حكم شرعي بعد ان ثبت كيفية الاستنباط من قبل السيد مقتدى الصدر وتطبيقه للأمر الإلهي بسحب الثقة أم ان( كل ما يفعله خسرو فهو جميل ) أم ان كل هذا التطرف سيعقبه طرف في الاتجاه المقابل بعد لقاء قادة التيار بالمالكي والمرتقب في الأيام القادمة القليلة حينها سندخل في بيان الناسخ والمنسوخ ولا اعتقد بأن الأمر سيختلف بالنسبة لأتباع التيار الصدري بعد ان فوضوا أمر دينهم ودنياهم للسيد مقتدى الصدر وهو اعرف بما تقتضيه المصلحة ومتطلبات الأمر الإلهي.