الوضع السياسي المتوتر في العراق سببه عدم واقعية الكتل السياسية المتصارعة على السلطة في طرح مطالبها وعدم وضوح مشروعها السياسي , فكل كتلة لها مطالب تتقاطع مع مطالب الكتل الأخرى حتى فيما بين الكتل المتحالفة في هذا الصراع وقد أثبتت التجربة الديمقراطية في العراق إن أسباب تأزم الأوضاع واضحة ومعروفة لدى أبناء الشعب بعد إن انكشفت أوراق اللعبة وبانت على حقيقتها مواقف الأحزاب السياسية التي تهدف إلى تحقيق مصلحة الحزب وتركت ورائها مصلحة الوطن والمواطن .. وبنفس الوقت برزت شخصيات وطنية تنتمي إلى كيانات سياسية عريقة جعلت أمامها دوما مصلحة الوطن والمواطن وتبنت خطابا سياسيا معتدلا ومواقفها دوما محايدة لا تنحاز لأي جهة ولا تحيد عن طريق الحق وحفظ الوحدة الوطنية والعلاقة المتوازنة مع مختلف مكونات المجتمع العراقي , ودائما هي حلقة الوصل عند انقطاع حبل التواصل وكل مايحصل في العراق من نزاع على السلطة وعلاقات تفتقر الى لغة الحوار وتعطيل عمل السلطة التشريعية وتلكئ عمل السلطة التنفيذية انما هو بالحقيقة هروب من الواقع المؤلم وما وصلت اليه حال الكتل السياسية والذي اصبح يدرك مدى خطورته ابسط العراقيين . أن المنهج القويم والذي يؤمن بالشراكة الوطنية ولغة الحوار وتبادل الأدوار والاهتمام بالمواطن بالدرجة الأولى هو الكفيل أن يجمع العراقيين تحت خيمة وحدة العراق شعبا وأرضا وإن تطور الوعي السياسي لدى الشارع العراقي سوف يكون هو الفيصل في انتخاب من هو الأصلح والخروج من دوامة الفساد الإداري والمالي والعقلية التآمرية والفكر الشمولي في إدارة الدولة . والاستفادة من الطاقات الكامنة في الامة لاعادة بناء و اعمار البلاد .