بعد مضي تسع ونيف من السنين، وبعد ان جرت الأزمات بعضها بعضاً، وبلغ السيل الزبى واستجدت أزمات تهدد المواقع والمراكز والامتيازات الخاصة، وبعد خراب التراب وفساد الملح صار الحديث عن مشروع الاصلاح شاغل القوم وهمهم المؤرق. وبما ان الناس اسقط كل ما في أيديها، ويئست من حلول السياسيين وطروحاتهم ومواعيدهم واستسلمت لقدرها المحتوم وسلمت امرها لله مع علمها بــ (ان الله لايغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بانفسهم)، مع ذلك قالت: هيا توكلوا على الله وباشروا بأولى خطوات الاصلاح عل ان يستفيد أبناءنا أو حتى احفادنا لأنه وعلى ما يبدو ان عملية التغيير تبنت سياسة النفس الطويل وانفاسنا قطعتها سني صدام السود المرعبة واجهزت على ما تبقى منها سني التفخيخ والتهجير والكواتم.
الكلّ يتحدث عن الاصلاح بالضبط كالحديث عن الدستور الذي يطالب الجميع بالرجوع إليه، وحين يجد الجد يتمسك كل فريق بالفقرة التي تخدم مصالحه الفئوية والحزبية وتضيف لامتيازاته مكاسب جديدة او تعطيه ورقة ضغط للابتزاز من جديد!.
الكلّ يدعو إلى الإصلاح ولكن لم يقدم احد رؤاه اوافكاره تجاه هذا المشروع، سواء على مستوى الأحزاب والكتل والائتلافات اوعلى مستوى الافراد، لم يطلع الرأي العام ولم يسمع بهذه الرؤى أو الأفكار، لم يعرف آلية وخطوات مشروع الاصلاح هذا، أغلب الظنّ ان الجميع يتربص بالجميع .. ينتظر ماذا يقدم من رؤى وأفكار ليضع مايتقاطع معها أو يعرقل مسارها أو يجعل مسألة تنفيذها مستحيلة.
وعلى الأرجح ان كلّ فصيل سيضع رؤى وأفكاراً إصلاحية على مقاسه!.