في ريعان شبابها ..تحلم احلام وردية
تصنع لها جناحين وتحلق فيهما بأفق الخيال
تحلق هنا وهناك ...تعانق النجوم...تداعب القمر في كفيها
عاشت مامضى من حياتها بهذه الاحلام الوردية
كانت مغرورة في طباعها وتصرفاتها وكانها تعيش للابد
...فكانت ترفض كل شاب تقدم اليها خطيبا بنية زواجها
نعم انها ترفض من يتقدم اليها وبعنف
لكن ...كلنا نعرف ان عقارب الساعة تتقدم للامام ولاترجع للخلف
كما هي سويعات الوقت التي تمضي بسرعه
وبعد برهة من الايام التي مضت
انتبهت فتاتنا الحالمة الى نفسها ومايدور حولها...وجلست امام المراة المعلقة
فشاهدت تجاعيد وجهها المترهلة وامواج شيب شعرها تلمع على اشعة الشمش
هنا اشتد بها الجشع غاضبة ...حتى قلبت وكسرت ماحولها من اثاث بسيطه
وكأنها اصيبت باليأس والجنون..
تم اخذت تضرب بيدها على فخذها الايمن والدموع تسيل من عيناها
بدون بكاء وكأنها نادمة على مافاتها من ايام عمرها الوردي
بقيت على حالها واجراس الندم تقرع في اذنيها...حتى ذبلت غصونها وازهارها
وسقطت بعض وريقاتها الخضراء...وكأنها في طريقها للفناء
وبعد ان تعدت من العمر الاربعين عاما تقدم اليها رجل يزيدها في العمر فوافقت على
الزواج منه (خوفا من ان تقع في خطأ اخر) وبعد مرور سنة...تم زواجهما وعاشا في بيت واحد
لكنها واجهت مشاكل اخرى اكثر من ماواجهته من قبل...حيث انها عاشت في بيت الزوجية لمدة
ثلاث سنوات ولم تنجب طفلا لزوجها بسبب كبر سنها
وبسبب ذلك كثرث مشاكلهم حتى اصبح بيتهم مسرحية لمن يتفرج من الجيران
وفي نهاية المسرحية اندثرت ادوار ابطالها وافترق الزوجان ولم يلتقيا حتى هذه اللحظة ..
قصة قصيرة قريبة من قصة واقعية نشرتها في جريدة القضية عام ٢٠٠٤ ونالت اعجاب الكثير .