الديمقراطية الحقيقة التي لاوجود لها في اي بلد عربي لأنها غالبا ما تكون مصممة لخدمة الحاكم وحزبه فالقذافي حكم ليبيا ٤٣ عام باسم الديمقراطية وحسني مبارك وبن علي وصدام وعبدا لله صالح وغيرهم على نفس المنوال،وحتى مجيء الربيع العربي عندما ثارت الشعوب فالديمقراطية فصلت حسب المقاس وركب موجتها اصحاب الشعارات الرنانة وآخذو يمارسون سلطة من سبقهم بإقصاء الاخرين وحتى الفوز بالانتخابات تأتي اما بصرف الاموال او بالترغيب وحتى الترهيب!لو فرضنا جدلا ان باراك اوباما الكيني اتى والده الى اي بلد عربي هل سيسمح لولده ان يمتلك الجنسية حتى ولو بقى خمسين سنة سوف يضل كما هو يعاني الى ان يموت فهو مواطن غير اصلي لاينا له العلاج والضمان الاجتماعي الذي هو بأغلبه في دولنا على عاتق المواطن ومن ابتلي بمرض خبيث يصارع المرض حتى يموت،والفلسطينيون اكبر دليل على ما نقول فلم يعطيهم اي بلد عربي الجنسية لحد الان ومعاملة بعض مواطني العرب على اساس الاعتقاد الديني والمناطقية فهذا من الجنوب وذلك من الشرق وهذا صفوي وهذا عثماني ،ولم يسبق ان رأينا رجل اسود يحكم في العصور السابقة،ومن منا كعرب يقبل ان يزوج ابنته او اخته لرجل اسمر بالرغم من حسن اسلامه !وأخلاقه وأدبه على الرغم من قول الرسول(ص)(ينكح المرء لثلاث ،لماله،لنسبة،لدينه،..فاظفروا بذات الدين)فنحن نقول ما لانفعل ويتم التفرقة بين مواطني البلد الواحد حسب العشيرة والتقاليد والأعراف والثقافة القومية والطائفية القائمة على تفضيل صاحب السلطة حتى وان كان الاخرون اكثر كفاءة منه، فالتنافس الديمقراطي الحقيقي الناتج عن ثقافة راسخة في المجتمع لافرق بين الاصول والديانات طالما المتنافسون ينتمون لنفس المجتمع ويحملون جنسيته ،فالمليونير ميت رومني واوباما الكيني يتنافسان على رئاسة اقوى بلد في العالم وعندما خسر رومني الانتخابات على الرغم الاستطلاعات والتوقعات بفوزه هنا الرئيس اوباما وتمنى له النجاح في قيادة البلاد والمهم هو صالح امريكا فالشعب قبل السياسة وقال الانتخابات انتهت ولكن المبادئ يجب ان تستمر وعندما يطلبني اكون عند رهن امره،ولم يشكك بالنتائج او يتهم الاخرين كما يحدث عندنا،اما اوباما فقال نحن عائلة امريكية واحدة نصعد ونسقط سوية،وشكر جميع من شارك بالانتخابات ممن انتخبه ومن لم ينتخبه شكر منافسه وعائلته وقال سأجلس معه واستفاد من برنامجه واطروحاته فالسياسة ليس لتفضيل الخاص على العام ،وذكر الامريكين بالحرية التي تجعل مواطني العالم يأتون الى الشواطئ الامريكية فهي ليس القوة العسكرية وإنما الديمقراطية فهذه هي الديمقراطيه.