لايمتهن اي عمل رسمي بل هو صاحب ( جمبر ) صغير في سوق شعبي جميل يوميا يخرج الفجر ويذهب للعمل بعد ان
يصبح زوجته وبناته الثلاث والتي لاتزيد كبيرتهن على العشرة سنوات من العمر ...بناته متعلقات به كثيرا ويحبنه بجنون
كونه والدهن والمعيل الوحيد لهن كما انه عندما يعود من العمل مساء عودهن على جلب بعض قطع الحلوى وبعض الحاجيات معه لهن
اصغرهن متعلقه بوالدها كثيرا حتى انها اصبحت لاتقبل ان يخرج والدها للعمل وتود ان يبقى جالسا معها ليلا ونهار
السوق الشعبي الذي يعمل به ابو فاطمة يبعد مسافات عن بيته ...يذهب يوميا سير على الاقدام مع اشراقة الشمس ليعود الى بيته بعد المغيب
مقصوده ان يوفر لقمة العيش الحلال لعائلته.... وذات يوم من ايام الشتاء البارده استيقض فجرا وارتدى ملابس العمل واراد ان يخرج
لكن ابنته الصغيرة استيقضت من النوم وسكرت بالبكاء ( ماما .. لاتجعلي والدي يخرج اليوم للعمل اريده بجانبي ) وهنا تريث الوالد وقبلها عدة قبلات
وكان يتوسل اليها ( بابا دعيني اخرج للعمل لكي اجلب لك بعض الحلوى ) لكنها لم توافقه ولم تسكت من صراخها وكأنها تعلم بشي
وخرج الوالد مهموما مغموما وسار في طريقه الذي يسلكه في كل يوم ذهابا وايابا وصل لمكان عمله واخرجه بضاعته وارتبها وعرضها للناضر
المتسوق ... لكن يومه هذا ليس كبقية ايامه غير مرتاح يفكر بابنته وعائلته كثيرا ,,, وبعد قضاء نهاره الذي اصبح اطول يوم عليه وبعد ان حل المساء
جمع بضاعته البسيطه وادخلها في مخزنه الصغير وبعد ان اكمل ... اتجه وتبضع لعائلته كما تبضع قطع الحلوى الذي اوعد بها ابنته الصغيرة
ثم جمع حاجاته في كيس كبير حمله بيده وسار كعادته في طريقه الى البيت وهو مشغول البال متى يصل ليرى ابنته الصغيرة
وبعد ان قطع اكثر من نصف مسافة الطريق وها هو قد حل بمشارف منطقته الجميله اراد ان يعبر الشارع العام الذي يفصله عن بيته
وهذا الشارع من طرق المرور السريع وتمر به مختلف السيارات والشاحنات
واثناء محاولته عبور الشارع لم يحس الا بطلق ناري اخترق جسده وسقط على ارضية الشارع المعبده وهو يأن انين ويمسك بقوة بالكيس الذي تبضع فيه
لعائلته وطفلته الصغيرة التي تنتظرة متى يأتي بابا ويجلب لي الحلوى ثم امتد ووافاه الاجل ( توفي ) ابو فاطمة المسكين
وهنا حمله احد جيرانه الذي كان يسير في هذا الشارع بسيارته واتجه به صوب اهله ...وصل وطرق الباب عليهم خرجوا الجميع وشاهدوا والدهم
يمتد بالسيارة وهو ملطخ بالدماء وبدء الصراخ والعويل وابلغهم جارهم ان والدهم قد قتل باطلاق رصاس امريكي بعد ان عبر الوالد من امام الرتل واردوه قتيلا
وهو يحمل كيس الحلوى لابنته الصغيره
لم تتأمل العائلة بعد مجيء الوالد الكادح لكنهم يتأملون رحمة الله .