ارض الرافدين وشعبها كثيرا ما ابتلى بالقسم الثاني من القيادات مما اثر علية سلبا كما يذكر مؤرخو علم الاجتماع ، اذ جعل ارض الأنبياء والأولياء الصالحين مكانا للتسلط على رقاب الناس ونرى كثيرا من الأمثلة على ذلك ابتداءً بالعصر الأموي والعباسي وما تلاهما من احتلال مغولي وعثماني وحتى الاحتلال البريطاني وبعدها من أحوال تاريخ العراق الحديث حتى ختمت بأعتى ديكتاتورية مرت العراق قبل ٢٠٠٣.
كل ذلك السرد السريع والغير مسمى للعصور المظلمة التي مر بها شعبنا ، لا يعني انه لا توجد شخصيات قياديه ايجابية من النوع الاول والتي ضحت من دون ان تنظر لمصالحها الخاصة بل همها الوحيد هو الحياة الحرة والكريمة لهذا الشعب الذي ظلمته القيادات السيئة على مر التاريخ ، مع ذلك فلنا كشعب في الطيبين نصيب ولله الحمد ، تبدأ من القيمة الدينية والاجتماعية العليا لمراجعنا العظام ومن يمثلهم على الساحة السياسية ، ولنأخذ مثلا القيادة الحالية للمجلس الأعلى التي تتمثل بالسيد عمار الحكيم ، ولنتطرق إليها سلبا وإيجابا مع علمنا الأكيد بالايجابيات التي يحملها على عاتقة كونه خير خلف لقيادات نبيلة جاءت من عائلة عراقية صالت وجالت بدمائها وأعطت العشرات من الشهداء على مذبح الحرية الذي ينعم به العراقيون في الوقت الراهن ، وكذلك فهو حفيد المرجعية وإمام الطائفة الإمام محسن الحكيم (قدس ) و أكثر القادة السياسيين المقربين من مراجع الدين ومع ذلك فهو لا يريد تبوء أي منصب في الدولة العراقية .
تحدث الكثير عن ايجابيات هذا الرجل وأنصفه المنافسين قبل الأصدقاء والإتباع في التجديد والإبداع في العمل السياسي والاجتماعي ، وتنوع العمل المؤسساتي الذي يديره بكل جد واجتهاد ،وأضيف لهم أمرا تابعته لفترة غير قصيرة وهوان الكل يصدق كلامه عندما يتحدث ، الأعداء قبل الأتباع كما متداول في العرف السياسي، والسبب مصداقيته العالية مع الجميع ، كل ذلك يجعل منه شخصية قيادية فريدة من نوعها في الوقت الحاضر ومع ذلك توجد سلبيات لأننا مجتمع مكون من قوميات وديانات وطوائف ولا يمكن لأي قائد إرضاء الجميع ، فلم يستطيع من قبله الأنبياء والأوصياء ومنهم الإمام علي ( علية السلام) ، والعبرة ليست بإرضاء كل الناس وإنما عامة الناس الأولى بالرضا ومع ذلك رضاها صعب المنال .
هناك نقطة أخرى نود ذكرها لكون السيد عمار الحكيم رائد التجديد والمبادرات على المستوى السياسي والاجتماعي سواء أكان ذلك داخل المؤسسات التي يقودها ، أم تأثيره الايجابي وتدخلاته الحاسمة في الكثير من المناسبات والأزمات ، وطبعا كما عمل إسلافه سابقا همه المواطن أولا ، مع كل ذلك العمل نرى البعض من القادة والمقربين والإتباع لا يستطيعون اللحاق به والسير معه عبر التواصل الاجتماعي والفكري مع الناس ،أو مع تتابع الأحداث السياسية اليومية .
وهذه سلبيه هل توضع على كاهل القائد ؟؟،، وبذلك يجب عليه حسب فرضيتنا هذه أن يبطئ من عمله وينتظر، وبالتالي تتأثر كل المؤسسات العاملة تحت لواءه ، أم أننا نضعها على القادة المساندين والأتباع لكي يقوموا بدورهم الريادي ويكون السير أفقيا نحو الهدف المنشود وعدم السماح للوقت والانا ان يقطعنا، وبذلك تتواصل المسيرة ونصل الأهداف المرسومة في الوقت المحدد ، ومهما يكن فأن فرص الشعلة القيادية لا تأتي في كل العصور دائما ، وان جاءت لابد أن يتحمل المسؤولية معها وتحملها كل القيادات المساندة ، لتنير الطريق لكل الناس من دون استثناء ..