ونحن نعيش هذه الأجواء تفاجئنا بزيارة الشيخ نوري الهمداني إلى العراق وهو من العلماء المعروفين بفقههم ومنزلتهم العلمية بين العلماء وهو من المقربين لقائد الثورة الإسلامية السيد الخامنائي, وعند وصوله مطار النجف الاشرف وكان باستقباله نجل شهيد المحراب ,وعند وصوله مباشرةً قام بزيارة مراجع الدين في المدينة والتشاور معهم , وكذلك التقى في محل أقامته في مقر الأمانة العامة لتيار شهيد المحراب بممثلي المرجعيات والشخصيات الدينية المعروفة في النجف الأشرف .
وهناك تساؤلات تطرح :هل جاء المرجع الهمداني وعنده رسائل عديدة قد تكون مشروعاً أو مسودة مشروع ؟ و ما مغزى هذه الزيارة من الناحية السياسية وزيارته للسيد السيستاني وما محور الكلام الطويل الذي دار بينهم ؟ . فالجواب هناك احتمالان واردان : الأول هو وجود مشروع حمله الشيخ الهمداني وبما يملكه من ثقل مرجعي وديني الى المرجعية في النجف الاشرف وبعد الاستشارة والأتفاق على النقاط المشتركة نقله الى السياسين الشيعة في بغداد , والأحتمال الثاني ان يكون العكس صحيح فقد يكون هناك مشروع منبثق من النجف الاشرف اعلمت به الجمهورية الاسلامية واكتمل المشروع بالتشاور النهائي مع الشيخ الهمداني وبالتالي نقل للسياسين الشيعة في بغداد .
فالأحتمالان واردان خاصة ونحن نعيش فترة غليان في المنطقة والخطر المحيط بالشيعة وما نشاهده في سوريا اكبر دليل على ذلك فنحن بأمس الحاجة الى مشروع وحدوي يجب ان يحس به السياسين , والملفت للنظر في زيارة الشيخ الهمداني والسؤال المهم هو لماذا اتخذ الشيخ من مقر المجلس الأعلى في بغداد ولمكتب السيد عمار الحكيم كمقر له وهناك يعقد أجتماعاته بساسة الشيعة وقادتها السياسين ؟؟ والمتتبع للأحداث جيداً ويحللها بدقة ووجدانية لقال أن السبب هو تأييد المرجعية الدينية في النجف الأشرف وفي قم المقدسة وكذلك ترحيب الجمهورية الاسلامية للمشروع السياسي والاقتصادي ولمبادرة الجلوس لطاولة الحوار الوطني اللذان تبناهما السيد عمار الحكيم وكذلك دعمهم له والأمر الأهم هو رفضه لمشروع سحب الثقة عن حكومة المالكي والذي كان محق فيه لما له من خطر كبير للبلد في هذا الوقت والمخططات التي تحكوها بعض دول الجوار للبلد لجعله غير مستقر سياسيا واقتصاديا, وكذلك ما لمسوه الساسة في خطاباته الوطنية في الكثير من المناسبات والسعي الى تقريب وجهات النظر بين الفرقاء وحثهم للسعي في تحقيق مطالب الشعب العراقي والى وحدة الصف.
وأخيراً أقول هل سنشاهد في المستقبل القريب التحالف الجديد القديم و يضم المكونات الرئيسية للتحالف الوطني ( المجلس الأعلى والدعوة الأسلامية ومنظمة بدر وبعض التيارات الشيعية ) وهل أدرك الجميع بأن المصلحة الشيعية هي بالإئتلاف وليس بالتفرق ( كما فعلت دولة القانون في الأنتخابات الماضية وما بعدها) ؟؟؟