وانتخابات عام ٢٠١٣ لاختيار اعضاء مجالس المحافظات تختلف في بعض تفاصيلها عن التجربتين السابقتين من حيث شدة التنافس والسعي للوصول الى الخطوط الامامية من خلال صندوق الانتخابات مع الاستعانة ببعض الوسائل غير المشروعة مثل التزوير وشراء الاصوات واستغلال المال العام والترهيب في بعض الاحيان الا ان كل ذلك لا يلغي حقيقة ان الجميع ادرك ان الطريق الى الرياسة والقيادة هو صندوق الانتخابات وان كل الوسائل قد تكون غير مهمة باتجاه الهدف الاكبر وهو تجذير الانتخابات والتداول السلمي للسلطة طالما ان الوسائل غير المشروعة يمكن وقفها او الحد من خطورتها من قبيل التزوير والترهيب وشراء الاصوات.
وعلى هذا الاساس فان كل الفضل في ما نحن بأجوائه اليوم من تنافس ورغبة قاطعة لاقامة الانتخابات في وقتها المحددة ورفض تاجيلها حتى في محافظات كانت من اشد المعارضين لها يعود الى الراحل عزيز العراق رضوان الله تعالى عليه الذي يعود الفضل اليه في تجذير هذا المفهوم وتكريسه دون سواه حتى تحمل من اجله الكثير من المتاعب والمصاعب وعانى الامرين من القريب والبعيد بل ان الم وتجاوز القريب كان اشد واقسى من المناوئ والبعيد .
لا زالت اتذكر كيف انه كلما كان يطلب منه ترك الاخرين وعدم اشراكهم في الامر كان يزداد اصرارا على التنازل ومنح الاخرين ما لا يستحقونه وكان يقول ان من ترونهم اليوم يرفضون هذا المبدأ سياتي اليوم الذي يتمسكون بهذا المشروع وهذا هو المهم وليس المهم ان نفوز او ننفرد نحن في الامر.
لم يطول الزمن كثيرا بما اراده وما تطلع اليه الراحل عزيز العراق من ركوب هؤلاء سفينة الاعتدال وتبني منهج التداول السلمي للسلطة وترك لغة العنف والتهديد بل انهم اليوم اكثر من يدافع عنها وهذا هو المهم هذا ما اراده عزيز العراق وهذا ما لم نكن نعرفه ولم نكن نرضى به لاننا كنا نفكر بمصالحنا وبرغباتنا بينما كان يفكر العزيز الراحل بمستقبل امة وترسيخ تجربة راقية وهذا المنهج لا يعرفه الا العظماء.
ان البذرة الحقيقية التي زرعها عزيز العراق رحمه الله في تضحياته بحقوقه وحقوق اتباعه وانصاره والتي لم يدركوا اهميتها في ذلك الوقت قد أثمرت في زمن قياسي لم يتوقعه الكثير بدليل ان من رفض الاشتراك في الانتخابات الاولى ودخل في الثانية باستحقاق غيره يشارك في هذه الانتخابات باربع قوائم ويرفض تاجيل الانتخابات في محافظات رفضت من قبل التصويت على الدستور الذي نستظل بافيائه ..بعد هذا الدليل هل تطلبون دليلا على ان الجميع ركب سفينة الحكيم رغم انهم حاولوا اغراقها في بداية الامر ولم يقدموا له الشكر والعرفات حتى اليوم لكن كل هذا سياتي يوما ما طالما ان الجميع فهم الدرس وعرف لماذا كان يصر الحكيم على التضحية والتنازل من اجل اشراك الاخرين.