تفجيرات اليوم استهدفت حسينيات وجوامع الشيعة ولا اريد ان اتحدث لك يا سيدي السيستاني عن كيفية حدوث التفجيرات وعدد القتلى وكمية الاضرار المادية فالموضوع قد اصبح للاسف لا يثير السامع وباتت هذه الامور من الاحداث العادية كما ان هناك غيري الكثير من القادة الامنيين والسياسيين ممن سيتحدث عنها لاسيما وانهم قوم يسهبون في وصف الحدث ويتركون الخوض في كيفية منع تكراره . لكني اريد ان اوجه كلامي لرجل اجله واقدره واحترمه رغم اني اشك في انه سيقرا ما اكتبه لاسباب اهونها كثرة مشاغله . اقول لك ياسيدي ان التقى والورع والحلم والصبر ليس دوما هي المنتصره وليست هي الغالبه وليست هي التي تحقن الدماء لاسيما وان الطرف الذي نتعامل معه لايؤمن بهذه المسميات ولا يحترمها وخير دليل على ذلك ما يصدر من رجال دينه ممن تقع منزلتهم عنده بمنزلتك عندنا نحن الشيعة واذكر منهم عبد الملك السعدي ورافع الرفاعي على مستوى مساحة العراق والقرضاوي ورجال دين اخرين على مستوى العالم الاسلامي . فهل قرات فتاويهم وتوجيهاتهم وخطبهم وردودهم ورسائلهم الى اتباعهم والى الحكومة وحتى الى الامم المتحدة وامريكا , هل وجدت فيها ما يدل على اتزانهم وورعهم وثباتهم على ما يدعو الى الاعتدال وحفظ السلم الاهلي ودرء الفتنه , استحلفك بالله تتبعها واقراها وانظر كم هي ملغومه وتنطوي على حقد وتحريض لا يخفى على ابسط جاهل باوضاعنا وما نحن فيه من فتنه في هذا الوطن . فهل سالت نفسك يا سيدي ما ذا وراء هذا النفس التحريضي من نتائج يمكن ان نحصد ثمارها نحن الشيعة وهل هم بخطابهم هذا سيقفون عند حد دون استحلال دمائنا واستباحة حرماتنا وسبي عوائلنا وهل من كلمة سواء بيننا وبينهم بعد كل هذا الذي نراه من قتل يصل لنا على ايديهم وما نسمعه على منابرهم ومنصات اعتصامهم من وعيد وتهديد , لا شك انك تعرف هذا وتعض على الجراح فانت تريد حفظ دمائهم وهم يريدون سفك دماء اتباعك . ولا شك انك في امتحان, لكن لست انت اول من يخوض مثل هذا الامتحان فقد سبقك ابا الحسن في واقعة الجمل وصفين والنهروان , ولربما تغيرت الادوات ولكن الموقف نفسة والاهداف هي ذات الاهداف . اننا لا نريدك ان تفتي لنا بالقتال كما يفتي مشايخهم فدينك وقيمك قد لا تسمح لك بذلك لكن لا نريدك ان تكون نصيرا لهم علينا طالما ان الامور واضحة لا تحتاج الى دليل وان الفتنه واقعة تنهش اجسادنا كل يوم ونحن نتذرع بالتقية ونلعن من يحاول ايقاضها وهي يقضه تاكل من طرف واحد . لست انا يا سيدي من اعلمك وانت العالم الرشيد ان البغي لايردع بالكلمة الطيبة ولا بالحلم والسكوت عليه ولو كان الامر كذلك لما امرنا الله بقتال الفئة الباغية . ولقد جربنا ذلك عندما افتيت بقولك انهم انفسنا فملات جثث ابناءنا الشوارع والانهار وفوق ذلك انهم بدل ان يجنحوا للحق ركبوا الباطل وقالو ان السيد السيستاني انما يقصد بقوله السنة انفسنا يريد بها اقتلوا السنه كما قال الله لليهود اقتلوا انفسكم فهل رايت ياسيدي مع من انت تتعامل واي شياطين خبئوا هؤلاء تحت العمائم . ان فتواك الاخيره من ان دم المسلم حرام وخاصة الدم السني لم تزدهم حلما بل زادهم غيا وغرورا وعنجهية فكانت رسلهم اليك اليوم واضحة لا تحتاج الى دليل حيث سقط المئات من ابناءنا وهم يؤدون صلاة الجمعة وقد اكون وقحا اذ اقول لك انك ساهمت في قتلنا من حيث تدري ولا تدري فانك تعاملت مع قوم من يصنع المعروف عندهم يلقى الذي لقاه صانع المعروف بام عامر. فيا سيدي يكفينا يكفينا دماء وارامل وايتام . لقد كفرنا بطروحات الساسة الشيعة ونفاقهم وتخاذلهم ومصالحهم الشخصية وسكوتهم على دمائنا تحت مسميات كرهناها والله رغم سموها ونبلها ولكن الامر اكبر من طاقتنا ولا يحتمل السكوت , فلا تجعلنا نتمرد على مراجعكم ونخسر ديننا بالخروج على طاعتكم لتكن لك كلمة واضحة لما يجري لنا وسمي الاشياء بمسمياتها فقد بلغ السيل الزبى وما عاد ينفعنا الحلم فاننا تنعامل مع قوم ان لنت لهم استضعفوك ولا ينفع معهم غير الرد بالمثل فلا تقيدنا بفتاوى تجعلنا لهم هدفا سهلا ما داموا لا يردعهم دين ولا ضمير ولا توقفهم ارواح الابرياء ولا حرمات المساجد فاننا بهذه الحالة سنكون الطرف الخاسر والضعيف رغم اننا والله نملك من من مقومات الرد ما يجعلهم المعتدي في حيرة من امره ..