اختلف العراقيون كثيرا في تسمية يوم ٩ نيسان ، فمنهم من اطلق عليه سقوط صدام ومنهم من قال سقوط بغداد ، وبعضهم قال سقوط الصنم وآخرين وصفوه بالاحتلال وغيرهم قال يوم التحرير ، وعلى اختلاف هذه التسميات الا ان الجميع يتفق على امر واحد لاغير وهو ان هذا اليوم تاريخي وما حدث خلاله كان حدثا فوق العادة لا يحدث كل يوم وليس هو كباقي الايام ، ولكن يوم التاسع من نيسان يوم سقوط لا محالة ، فهو يوم سقوط اقنعة ، وسقوط ودكتاتورية عقيمة ، سقوط نظام قمعي ، وسقوط كذبة كبيرة ، سقوط صنم الفردوس ،في الحقيقة كان يوما فريدا امتزجت فيه الفرحة بالامل ، فرحة زوال اعتى نظام دكتاتوري شهدته الانسانية ، زوال طاغية مارس القمع بحق شعبة دونما ادنى رأفة ورحمة ، استخدم ابشع الاساليب في ترويع الناس ، والامر من ذلك كله ان كل ذلك جرى دون ان يحرك المجتمع الدولي ساكنا بل على العكس من ذلك فكثير من دول المنطقة كانت تبارك هذا العذاب المبرمج وتدعمه معنويا وماديا ، وتغطي جرائمه وتعتبر كل جرائم صدام انما هي عقوبات مستحقة بحق من خرجوا على القانون او السلطة ، مع العلم ان ما يحدث اليوم مما يسمى بثورات الربيع العربي هو نسخة (كوبي بيست) مما حدث في العراق في تسعينيات القرن الماضي ، الا ان الازدواجية العربية وماكنة الاعلام العوراء نقلت الواقعتين كل بمعيار مختلف فصورت الانتفاضة الشعبانية مثلا بالخروج السافر عن النظام والقانون ونقلت للعالم ان ما يجري عبارة عن مجموعة من ( الاوغاد ) المدفوعين من الخارج يحاولون قلب نظام الحكم في دولة مستقرة عادلة ، هكذا صور الاعلام العربي الثورة العراقية في حين ينظر اليوم لما يجري في سوريا بانها ثورة عارمة برغم ان الجميع يعلم ان هناك دول خارجية هي من تدير العملية برمتها وان معظم الذين يقاتلون اليوم على الاراضي السورية هم من غير السوريين ، ومع ذلك فان المعارضة السورية ( على خير) وليسوا اوغادا ولا تقف ورائهم اجندات خارجية ، هكذا يصور العرب الاحداث ويسوقها للناس ، وعليه فان يوم ٩ نيسان بالنسبة لهم هو يوم سقوط بغداد او احتلال العراق وليس يوم زوال الطاغية وحلول الديمقراطية محل الدكتاتورية .