بالفصحى ، القضية مخجلة ، وبالعامية عيب ، وباللغة الدارجة " زحمة" ، باللغة الانكليزيةshame وباللهجة المصرية ميصحش، باللغة الهيروغليفية الميتة " مترهم" وبالهندي "شركي باتهي" ، ولن اترجمها لجميع لغات العالم لانها كثيرة ولا يسعها المقام . القضية ان الفنانين اناس مهنتهم الغناء وبعضهم ينعق وراء كل ناعق ربما هم مجبورين على فعل ذلك وقد يكون بعضهم مجبول على ذلك ، ولكن العتب كل العتب على من (يعيد كتابة التاريخ) بنفس الطريقة التي فعلها المقبور صدام ، من استأجر المطربين ذاتهم الذين تغنوا بحب (القائد) ليتغنوا بانجازات وانتصارات القائد الجديد ، كان يقول " فوت بيها وعالزلم خليها" مخاطبا صدام حسين وهو اليوم يخاطب شخص ما بعبارة " يعرف روحه" ويسوق آلاف الامثلة على ما قدمه الشخص المقصود ، اليس عيبا ان تستخدم المطبلين ذاتهم لنفس الغرض ، للترويج والدعاية و(البزخ) ؟ .
لو قدر لبعض الفنانين ان يعمروا لتغنوا بكل الرؤساء الذين توالوا على حكم العراق ولكانت عبارة " فوت بيها" تصلح للجميع ابتداء من نوري سعيد ومرورا بـ عبد السلام عارفوعبد الكريم قاسم والبكر وصدام ومن اتى بعدهم ، من الممكن ان تكون الفكرة او الاغنية تصلح للجميع في حال كانوا جميعا قادة بحق ، او لم يكونوا طغاة او جبابرة ، ولكن المصيبة ان من حكموا العراق اذاقوه الويلات واعادوه الى القرون الوسطى ، ولا يمكن ان تنسجم كلمات الاغنية مع افعال هؤلاء وليس من الفخر ان يتغنى بهم المطربين ولن يزدادوا بذلك الا اثما .
اعتقد ان ما يلي هذه الحالة واقصد الغناء للقائد هي مرحلة القائد الضرورة التي بانت معالمها قبل فترة من الزمن ، الرجل الاوحد والزعيم المفدى ، رجل المواقف الصعبة والملمات ، الرجل الذي لا بديل عنه ، كل هذه الامور تشير الى بدء مرحلة القائد الاكمل والتي لا تنتهي الا كما انتهى فلان وفلان ، والله اعلم .
اخيرا لابد ان نثني على رجل المواقف والملمات المطرب الذي استطاع ان يكون " مخضرما " جدا فقد عاصر الدكتاتورية وتغنى بها وعاصر الديموقراطية وغنى لزعيمها ، لكنني ما زلت اعتقد ان الشغلة شركي باتهيوميصحشوزحمة .