بغداد لم تجف دمعها ولم تشفى جروحها، أمست هذا اليوم على صوتا قادم من الجنوب لتشم به رائحة إخوتها الذي قاسموها همومها على مدى عقود من الزمن، تشم به رائحة قصبات الجنوب واهوارها وطيبة أهلها وحضارتها، الذي علمت الإنسان ألكتابه. أمست بغداد على صوت سليل الحسين (عليه السلام) وابن المرجعية لينقل لهم سلام وتحية نجف أمير المؤمنين وكربلاء الحسين (عليهم السلام). بغداد بدلت ثيابها السوداء ولبست ثياب التغيير الصفراء لتستمع الى ابنها وقائدها حاملا إليهم مشروعا مترامي الإطراف وبرنامجا ومبادراتا من اجل خدمتهم لا خدمة المسؤول، وموضحا لهم برنامج انتخابي كبير في كل المحافظات جميعها من جنوب العراق ووسطه وحتى أنتهى في بغداد، ينهي به جولته وبرامجه ولقد كثر الحديث والمدح لهذه البرامج والمبادرات في بعدها الاقتصادي، والاجتماعي، والتنموي. اليوم بغداد فتحت ذراعيها لتحتضن شيوخها، وشبابها، ونسائها، لتستعد الى الملحمة البنفسجية الكبرى يوم العشرين من نيسان لتسطر أروع صور الديمقراطية بماراثون انتخابي. بغداد انتفضت بوجه من أرادها ان تعيش تحت سوط الجلادين، مر من عمرها عشرة سنين وهي تذبح على يد الحاقدين وأصحاب المصالح الضيقة المتربعين في أروقتها. بغداد اليوم كسرت القيود والأوثان التي جثمت على صدرها عقود من الزمن وأرادت التحرر من أولئك السارقين لأموالها والعابثين بأمنها، اليوم بغداد أعلنت عن هويتها الحقيقية وإرادتها واختيارها لونها الأصفر( تسر الناظرين) وأعلنت بيعتها وولائها الى الإمامين الكاظمين (عليهم السلام). بغداد اليوم رفضت ان تعيش تحت سوط الجلادين وتحت اسم لا يشرفها هارون الرشيد بغداد سيدة العواصم وام الشعراء والعلماء والمثقفين. تأن اليوم من الجاثمين على صدرها والمتربعين في أروقتها، لم ينصفوها السياسيين الذين هم يسرحون ويمرحون في أحضانها، بغداد كان ومازال يؤلمها ألسفهاء من أبنائها يجلسون على مائدتها متعاطين الكؤوس فيما بينهم. بغداد أراد لها إخوانها العرب ان تعيش في خمارها الأسود، وتعلوا مآذنها قصة ذئب وبئر، تلك القصة التي اقترنت بها إحياء وأزقة بغداد، وكأنما بينهن علاقة أزليه أرادت بغداد اليوم ان تبرهن للعالم وأعلنت بكل وضوح عن مرجعيتها، وهويتها، وعنوانها، وعن ماضيها، وحاضرها!!!
بقلم: بغدادي