حميدان الشويعر: أحد أشهر أعلام الشعر النبطي
في منطقة نجد
في الجزيرة العربية
. ولد في بلدة القصب
في إقليم الوشم
، شمال غرب الرياض
، وعاش في القرن الثاني عشر الهجري (الثامن عشر الميلادي). يقال إنه توفي عام ١١٨٨ هـ، واسمه الحقيقي حمد بن ناصر السياري
، من أسرة السيايرة من بني خالد
، وإنما "الشويعر" (تصغير شاعر) لقب لحق به أو ربما لقّب به نفسه، وكان قصيراً ذكياً وحاداً، وعاش فقيرا كما يتضح من شعره، ومن شعره أيضاً يتضح انه قرأ في إشعار العرب وأخبارهم، واشتهر حميدان بالهجاء فهجا الكثير من أعلام وبلدان نجد في زمانه، كما هجا بلدته وجماعته وأبناءه وحتى نفسه حتى شبّهه البعض بالحطيئه
.
وقد أدرك هذا الشاعر بفطرته مدى خطورة الحركة الوهابية التي عاصرها في عهودها الأولى، وعاش ما نشرته من قتل وتشريد وتمزيق في جسد الأمة الإسلامية، فكتب قصيده هجاء عصماء هجا فيها محمد بن عبد الوهاب مؤسس الحركة الوهابية، ومحمد بن سعود مؤسس الدولة السعودية حيث اشترك الاثنان في تأسيس حكومة آل سعود الأولى، وهذه أبيات من القصيدة:
ما أخشى ذيب في عوصه
أخشى شيخ في الدرعيه
قوله حق وفعله باطل
واسلاحه كتب مطويه
خلَّه هذا يقتل هذا
وهو نايم بالزوليه
يدعو بسم دين محمد
وأفعاله كفر وأذيه
يقول أصله من تميم
تميم برصه التركيه
تشاركوا باسم الدين
واثنينهم حراميه
أما محمد ابن اسعود
فمن أصول يهوديه
وعشي
ابوه اسمه مردخاي
راعي المله العبريه
قال ان قوله قرآن
وأحاديثه نبويه
وأنه من الله مرسول
يخلف رسول البريه
باسم الدين أصبح يقتلنا
ويسرق أموال الرعيه
مسكينه يا ذياب البر
متهومه باعمال رديه
أخشى أن يحكم في نجد
أسره بغي يهوديه
تشرع شريعه زواج
فيها الأمير يركب أخيه
زواجهم بالآلاف
زواج بلا شرعيه
والدرعية اسم مدينة الرياض سابقا، وأما برصة التركية فهي أم محمد بن عبد الوهاب، ومردخاي الجد الأعلى لآل سعود وقد قاموا بتحريف الاسم في عمود نسبهم الى مرخان.
وكانت عاقبة حميدان الشويعر القتل بسبب هذه القصيدة، فقد عفا محمد بن سعود مرة عن كل معارضيه واستثنى منهم الشويعر الذي فر هاربا، لكن يد الغدر طالته فقتل عام ١١٨٨ على يد آل سعود.