اذن الاجتماع على الحق هو أمر يعكس حكمة القوم والفرقة تعكس حماقتهم.
بعد ان انتهت انتخابات مجالس المحافظات رأينا ان ندعو الى الوحدة بين الفائزين وان لم نتمكن من الوحدة فلابد من الاجتماع ونحن هنا لست بصدد الدعوة إلى التعصب او إلى العنصرية لا سامح الله بل ندعو إلى ان يكون الاجتماع هنا فاتحة خير على الجميع كما ان الاجتماع يمنح أصحاب القرار قوة ومنعة ورفعة.
انتم ربما جمعتكم او فرقتكم العقيدة واقصد هنا بالعقيدة فيما يخص مسألة الاجتهاد والتقليد لكن حتى هذه الذريعة هي ذريعة واهية لكونها لا تصمد أمام البرهان الأكبر عند الاحتجاج ولو شئنا استخدام مصطلحات من المجال الاستراتيجي ونعكسها على مسألة العقيدة ومستجداتها مثل مسألة الاجتهاد والتقليد لو جدنا ان العقيدة هي تمثل الإستراتيجية الصلبة والثابتة وتسعى الى تحقيق أهداف بعيدة المدى ومن أهم أهدافها مثلا التمهيد في حين نجد ان قضية الاجتهاد والتقليد هي حركة تكتيكية تسعى الى تحقيق أهداف سريعة لكن ووفقا للمبدأ الثابت الذي يقول ان التكتيك والإستراتيجية هما وجهان لعملة واحدة اذن نعرف من هذا ان الاجتهاد هو لخدمة العقيدة كما يسعى التكتيك لتحقيق أهداف الإستراتيجية.
وعلى هذا الأساس فلا يحق لكم تفسير جزء من العقيدة على انه مخالف لها لأنه أساسا هو جزء والجزء يتبع الكل من دون جدال.
هذا فيما يخص العقيدة أما بالنسبة للسياسة فهي اللعبة التي تحتاج الى الاجتماع ولكن وفقا للمصالح وليس بالضرورة هنا أن تكون المصالح شخصية او حزبية او فئوية بل هنا نقصد بالمصالح العامة .
والجميع يعلم أن السيادة هي لعبة المصالح لكن ليس على الطريقة الغربية او الميكيافلية ولنلعبها وفقا لما نراه نحن لا كما يفرضه الواقع علينا لكن هذا لا يتحقق ألا بسعة الصدر وقبول الأخر وبتفضيل المصلحة العليا على المصالح الدنيا.
من هنا ادعوكم إلى نبذ الفرقة من خلال عدم تفصيل الأمور وفقا لمقياس واحد وعدم النظر الى جهة دون أخرى فأن ذلك يشوه الصورة لديكم كما أن الصدور الضيقة لا تصلح للسياسة ومن هنا أقول لكم ابعدوا أولئك واستعينوا بالصدور الواسعة التي تتقبل الأخر على اقل تقدير.
وأخيرا اعلموا أن الفرقة سوف تقضي عليكم وعلى من اتبعكم وان الاجتماع سوف ينجيكم وينجي من معكم والاختلاف رحمة والخلاف نقمة فلا تتفرقوا.