ان الجديد الذي حصل في المشهد السياسي هو انقسام الكتل السياسية وتخندقها بخنادق التمييز الطائفي بسبب ما يرتكبه المجرمين في محافظة الموصل من اعتداء على هيبة الدولة وقتل رجال الامن بدم بارد بعد ان سيطرت عصابات القاعدة على ساحة التظاهرات في الحويجة .
ان الاحداث الاخيرة فتحت الطريق امام الكتل السياسية الشيعية الاساسية مثل كتلة المواطن وكتلة ائتلاف دولة القانون الى ان تتخذ موقفا موحدا تجاه مايجري من محاولات لاسقاط الحكومة وزعزعة الاوضاع الامنية والسياسية تحت ذريعة المطالبة بالحقوق .
ان التصريحات التي اطلقها السيد عمار الحكيم في لقائه الاخير مع رئيس الوزراء نوري المالكي تنم عن شعور بالمسؤولية تجاه الموقف الشيعي الموحد والحفاظ على العملية السياسية والوقوف بوجه المتصيدين بالماء العكر من اعداء العملية السياسية .
ان السيد عمار الحكيم ورغم كل مواقف الخذلان والتهميش والاقصاء التي صدرت من المالكي ورغم ان ائتلاف المواطن المنتصر الحقيقي الوحيد في انتخابات مجالس المحافظات نلاحظ انه يقف ويساند وينتصر للحق ولا يتخذ موقفه على اساس المنفعة الفئوية فهو دائما ينطلق من المصلحة العامة التي تحفظ وتحقن دماء العراقيين , على العكس من مواقف السيد مقتدى الصدر فهو ينتهج مبدأ ( خالف تعرف ) فوقوفه مع مايحصل من احداث في الحويجة ومع من في ساحة التظاهرات من دون التمييز بين الصالح من الطالح يعد سقوط سياسي سيؤدي الى تراجع شعبية التيار الصدري في الوسط الشيعي وسوف لن تنفعه علاقته مع السنة بعد ان كشرت انيابها قيادات سنية معروفة مطالبة باسقاط النظام السياسي .
لو كان موقف السيد عمار الحكيم مماثِل لموقف السيد مقتدى الصدر لتجرأت عصابات القاعدة على الوقوف بوجه الحكومة في بغداد ونقلت ساحات الاعتصام الى العاصمة وقد تعمل على اعلان الحرب الاهلية التي لو حدثت ستاكل الاخضر واليابس .
اذن لوكان الحكيم مثل الصدر لحدث ماهو اسوأ ولكن حكمة الحكيم دائما هي صمام امان العملية السياسية ومفتاح نجاحها .ِ