كيف فاز المجلس ؟ ولماذا خسرت الدعوة وبشكل ادق لماذا فاز السيد عمار ولماذا خسر السيد المالكي ؟
لابد من الاعتراف ان للتيار الصدري جمهوره وبالتالي لا هو يغرف من الاخرين لا الاخرين يقتربون من صحنه واذا خسر بعض جمهوره القليل فذاك عائد الى سياسة زعيمه السيد مقتدى بخصوص متمردي الانبار ولكن الاهم هو كيف خسرت الدعوة بل كيف خسر دولة القانون ؟
من المفترض ان وجود السيد المالكي في الحكم يعزز موقعه بين الناخبين وبالتالي فانه من المفترض ان ينتقل من فوز الى اخر الا ان اداءه خلال الاربع سنوات الماضية لم تكن مقنعة لجمهور الشيعة بشكل عام حيث ان المحافظات الجنوبية بقيت على سوء احوالها الخدمية وظلت تدفع ثمن خلافات الحكومة مع الانبار بضحايا يقعون نتيجة التفجيرات بينما كان السيد المالكي يعتقد او يصورون له بان الجنوب العراقي مضمون بولائه له وبالتالي فانه ومهما اهمله وتقرب الى الوسط فان ورقة الاقتراع في النهاية لن تذهب لغيره وهو خطأ مميت وقعت فيه الدعوة ومن ثم دولة القانون فدفعت ثمنا ليس بالقليل خصوصا وانها واقعة الان في شرك غوغاء الانبار وارهابيي الحويجة حيث سبق هذا التصعيد اقرار مجلس الوزراء تعويض فدائيي صدام رغم التبرير الغير المقنع الذي يقول بان مجلس الوزراء قرر وليس المالكي او التبرير المضحك الاخر الذي يقول نعم اقر المالكي القرار ولكنه على يقين بان مجلس النواب لن يصوت عليه وهو تبرير حمل السيد المالكي كل تبعات القرار السيء الصيت و الذي اذى كثيرا مشاعر الجنوب كله ومعه وما قبله افقد السيد المالكي اصواتا سحبت منه مقاعد كان يعتبرها الى صالحه دون هم التفكير بالحفاظ عليها .
من جانب اخر كيف استطاع المجلس الاعلى ان يغير قواعد اللعبة وياتي بالمرتبة الثانية في اغلب المحافظات مع اعتراضه على تضييع ١٠٠ الف صوت في ديالى و التي كانت ستقلب الميزان بالكامل ليكون المجلس هو الاول وهل ان هذا الانتصار جاء من خلال اهمال السيد المالكي للجنوب واهتمامه بالوسط و الغرب وبالتالي انتقمت الجماهير من اهمال السيد المالكي لها ؟
من ناحية نعم هذا صحيح ولكنه ليس هو كل المشهد بل ان اداء المجلس كان مختلفا هذه المرة حيث ايقن السيد عمار الحكيم ان التمترس خلف المرجعية لن يقنع الناخب بل هو يريد ان يسمع برنامجا لتحقيق امانيه وامنياته وهو مما فعله السيد الحكيم حيث واثناء حملته الانتخابية اوضح برنامجا لكل محافظة فايقن الجمهور ان هناك دراسة لواقع المحافظة وان هناك خطة اقتصادية للنهوض به وبالمحافظة فانطلق بورقته التي كانت الواحدة بعد الاخرى تقلب الطاولة على دولة القانون وتعيد الثقة برجال المجلس الاعلى والمتحالفين معه وهنا نقطة مهمة لابد من الاشارة اليها خصوصا وانها لو بقيت على حالها فان الانتخابات النيابية ستشهد انتصارا ساحقا لكتلة المواطن وتراجع لدولة القانون قد يقصم ظهر الدعوة التي قصمت بعمد ظهر المجلس في الانتخابات السابقة .
النقطة هذه ان الدعوة قد ضمت اليها تيار الاصلاح وتنظيم الداخل ومنظمة بدر وحزب الفضيلة وبالتالي كان المفترض ان تحقق نصرا كبيرا لان هذه التيارات كان يجب ان تضيف الى اصوات الدعوة اصواتها وبالتالي تحقق ما لم يتحقق سابقا فمثلا ان منظمة بدر التي غدر زعيمها بالمجلس كان من المفترض ان تضيف مقاعد عديدة وكذلك الفضيلة ولكن الذي جرى انها اما خسرت مقاعدها في الانتخابات السابقة او انها حافظت عليها وبالتالي لم يتحقق للدعوة الهدف من هذا التحالف ومن جانب اخر فان المجلس الاعلى ورغم خروج منظمة بد الا انه لم يفقد توازنه بل كسب الكثير من جمهور منظمة بدر التي وجدت في غدر امينها العام بالمجلس امتدادا لسياسته التي اغضب جمهوره به وهي التجاهل ثم التجاهل لقواعد بدر بل ونسيانهم تماما بعد توزيره واحاطة نفسه بقلة قليلة ابعدته عن قواعده وجمهوره وكذلك لا يمكن نسيان تواجد الدكتور احمد الجلبي رغم تواضع تنظيمه الا ان اسمه كفيل بان يشعر الشيعي في الجنوب بان هناك من يحبه ويخلص له .
بالمحصلة النهائية فان كتلة المواطن قد رفعت الكارت الاصفر بوجه دولة القانون مهددة اياه بانه سيكون من السهل عليها رفع البطاقة الحمراء له في الانتخابات النيابية اذا ما استمر في تجاهل الضحايا والاهتمام بالجناة .
كما على المجلس الاعلى و السيد عمار بالذات ان يراقب اداء مرشحيه الذين فازوا في الانتخابات الاخيرة حتى لا تتكرر نتائج الانتخابات السابقة خصوصا من ناحية الفساد المالي وغلق الطرقات التي يقع فيها بيوت المسؤولين منهم كما لابد من تزويد هؤلاء بتقارير وخطط اقتصادية يعملون عليها بشكل دائم ومستمر لان افتقاد هذه الامور هي التي سببت الهزيمة القاسية للمجلس انذاك وبالتالي عليه استثمار هذه الصحوة والبناء عليها ومكافئتها باداء جيد ونزيه ومخلص .
نعم لقد اشهر السيد عمار الحكيم البطاقة الصفراء بوجه المالكي في هذه الانتخابات وهو يتحسس حاليا البطاقة الحمراء في جيبه ويقلبها باصابعه ليخرجها عاليا ويخرج بها المالكي لو استمر في اداءه السيء وهو المتوقع فهل يعود المجلس الاعلى الى ما كان عليه ايام المرحوم السيد عبد العزيز ام انه سيبقى يرفع شعار نحن ام الولد ؟؟؟
سؤال الى السيد الحكيم وتساؤل الى السيد المالكي .