كان هذا قبل تقطيع اوصاله على ايدي بريطانيا وحلفائها وفق توصيات معاهدة ( سايكس – بيكو ) التي اعقبت نهاية الحرب العالمية الاولى.
ويبدو ان هذا التقطيع وهذه التجزئة لم ترق الدوائر الغربية او لم تشبع نهمها، وربما كانت الخطوة الاولى في تمزيق الجسد العربي عامة والعراق خاصة لتتبعها خطوات وخطوات حسب سياسة النفس الطويل.
ما يجري في بلدان ( الربيع العربي الاسود )، وما يجري في سوريا تحديدا،وما يجري في الانبار والموصل وسامراء تحديدا يمثل الخطوة الثانية في طريق تجزئة الجزء!.
الذي غشوا الشارع السني في محافظات الانبار،والموصل،وصلاح الدين، و ديالى واقحموه في اعتصامات مقبوضة الثمن يعلمون ماذا يفعلون،ويعرفون حجم الخطر المحدق بالعراق جراء هذه الفتنة لكن مصالحهم الشخصية اعمت ابصارهم خاصة وان من ورطهم بهذه الفتنة مناهم بتنصيبهم سلاطينا او ولاة على الاقاليم الجديدة.
الناس البسطاء جروا الى هذه الاعتصامات جرا بحجة المطالبة بانتزاع الحقوق ،وتوفير فرص العمل،واخراج السجناء... وحتى الذين تنبهوا للخديعة بعدما تكشفت الحقائق واتضحت الامور.. حتى هؤلاء وهم الاكثرية لم يستطيعوا التراجع بعدما تغلغل الارهاب وسيطرة القاعدة على الساحة حيث وقعوا اسرى تلك العصابات التي هددتهم وعوائلهم بالتصفية.
بعض الاصوات اليائسة تنصح بالاستجابة لمطلب اقامة اقليم سني دون ادراك لمخاطر وتداعيات هذا الاجراء ظنا منها ان هذا الاجراء سيهدئ الامور ويحل الامن والاستقرار ويزيد الرفاه ويوثق عرى الاخوة،متناسيا معضلة توزيع الثروات،ومعضلة اعادة ترسيم حدود المحافظات،معضلة علاقة كل اقليم بدول الجوار وتنفيذ سياساتها،ثم مالذي يمنع الاطراف المسؤولة عن الخراب والدمار والتفجيرات والذبح والتهجير من الاستمرار بجرائمها؟!.
ومن يضمن عدم قيام امارات عربية حسب تواجد العشائر في تلك المحافظات فتنشأ امارة البو نمر ،وامارة البو ريشة،وامارة البوفهد.. والبوجليب..والحلابسة.. والجميلات، والعبيد،والسليمان ،والكرابلة، والبوذياب،والمحامدة،والبو عيسى ..... لتتحد مع امارة آل النجيفي،وآل كشمولة، وآل الجربا،والنداوات،والشمامرة....والسوامرة..والبو بدر...
لتبدأ بعد ذلك فصول الغزو والغارات!!.