شهيد المحراب اصبح مصدر قلق وإرباك لأعدائه في حياته ومماته , ودستور ينهل منه السياسيون والوطنيون والأصدقاء والاعداء , وبعد شهادته بصوره ملكوتيه لترفع روحه الطاهره الى السماء ليلتحق بكوكبة شهداء ال الحكيم ( رضوان الله عليهم ), وتحلق لتستقر في عليين , وقد أرادت الأيادي الأثيمه بجريمتهم هذه زرع الفتنه وزعزعة الأمن , لكن الشعب ادرك مأرب المجرمين لتصبح ذكراك رمزاً للتلاحم والوحده بين مختلف مكونات الشعب , فلقد ترك في قلوبنا جرحاً نازفاً وحالة من الشعور بالحزن والأسى والخساره لرجل كتب بدمه الطاهر تاريخ العراق , إنه حياً لا يموت فترك فكراً حياً حمله اتباعه في قلوبهم ووجدانهم وتيار لا يمكن ان يحيد عن المنهج وخط منار للأحرار بتضحياته , فالجرائم الوحشيه كهذه وماسبقها وما تلاها كلها تصب في فرقة ابناء الوطن الواحد لكن وعي الشعب اكبر حين يتذكرون كل كلمة قالها الشهيد تسعى لبناء وطنهم , والزحف الذي يعاد كل عام جعل من نهج الحكيم اكثر رسوخاً واكثر ايماناً في قلوب المؤمنين ومورد اعتزاز للاحرار والمظلومين , حينما نكتب عن شهيد المحراب تتوقف الاقلام وتعجز الكلمات ان تجود بمعانيها امام ذلك العملاق الذي اسس لأركان دولة ذات مؤسسات كلماته دستور للسياسين ونبوءة قبل اوانها ففهمه العميق للواقع وادراك لشعبه رغم زنازين الجلادين وسنوات الجهاد كان يعرف احوالهم ويتفقد مجاهديهم , كم انت عظيم يا شهيد المحراب حينما تقبل ايادي الاطفال وكم قليل الحزن والدمع بحقك يامن أفنيت عمرك لحريتنا , فرحيلك بضريح جدك امير المؤمنين (ع) السلام اعجاز وصعود روحك للسماء فلسفة , كلماتك معاني وإعجاز لكل السياسين حينما ترسم خرائط العراق وقوانينه تدمع عيناك وتدمع معها قلوبنا دماً .فلم تمت يا شهيد المحراب بل انت حي وأحييت اجيال بفكرك وعقلك ومنهجك وسيبقى منهجك منهج لكل الاجيال فتمثلت أنت بكل العراق وحوى العراق كل قلبك فأنت رجل لدوله ودولة برجل ,,