وللتثقيف لأنفسهم لايتحدثون عن أساطير الأولين ، بل يتحدثون عن الوحي والتوحيد والكعبة والصوم والصلاة، وكانت الطبقة المحرومة قد وضعت منزوعة السلاح أمام أعداء لديهم سلاح مشروع توشح بالإسلام والقران والسنة النبوية، حتى يصل الأمر إلى إن عليا(ع) مظهر الطبقة المحرومة والنضال الطبقي يسقط مضرجا بدمه على يد احد المسلمين الذي ارتكب ما ارتكب وهو يصرخ (الله اكبر) ويستشهد الحسين بفتوى إسلامية ، على يد جيش يسمى بالجيش الإسلامي وقائد يسمى بخليفة المؤمنين!!، لكنه بالحقيقة لم يعد إسلاما بل جاهلية مكسوة بالإسلام ومضادة للثورة، كما يحدث اليوم فيستهدف الناس باسم الدين والفتوى الإسلامية الخاطئة فهؤلاء امتداد لذلك الفكر المنحرف.
ومن اجل الوصول إلى القيادة الإنسانية والعدالة ورفض الطبقية والعرقية، فالاسم موجود كاسم وتلك الشعارات موجودة ، لكنها عادت ثانية في أيدي القياصرة والقساوسة وزعماء القبائل الذين تسموا بأسماء أخرى، فيصبح أبو سفيان وابوجهل اللذان كانا يشهران سيفهما بوجه القران ، و أبنائهم وإتباعهم يكثرون من نسخ القران واولائك الذين لطخوا أيديهم بدماء الامام علي(ع) وكل العبيد المحرومين والمطالبين بالحقوق، هم الذين يقومون بنشر نسخ القران في الدنيا، ونفس ذلك الشخص الذي قيد أئمة الشيعة وذرية الرسول والعترة النبوية بالقيد في السجون الموجود تحت قصره، هو الذي يذهب إلى مكة لكي يؤدي شعائر الحج على أقصى درجة من الفخامة والجلال وهذا الخليفة المجاهد هو نفسه الذي يقيم المذابح للسادة العلويين، وفي الطرف الآخر يصرخ أتباع علي واولادة ليس هذا الإسلام ولايمكن أن يكون هؤلاء مسلمين لكن من يسمع لهذا النداء، عندما تكون كل أجهزة الدعاية في خدمة النظام، وكل المساجد قواعد دعاية للخليفة وكل المنابر ناطقة باسمة وكل أئمة الجماعة ممثلون له وكل الشعراء والخطباء (قنوات فضائية) من اجله، يريد أن يصرخ قائلا لقد قتل هؤلاء كل أئمتي، وقتلوا الأحرار أمثال (الحر)و (أبي ذر) و (عمار) ومذبحة كربلاء وغيرها من المذابح لكن بأي وسيلة فوسائل الدعاية والإعلام في ذلك الزمان هم الشعراء والخطباء وهما يعملان في جهاز الخليفة، إذن ماذا يفعل هذا المسلم المضروب بالسياط والذي تعرض للتعذيب، وهنا يبرز الفرق بين الشهادة والحكم ومن الذي يبقى على مر العصور فالدم اصدق من الكلام وهو غاية الجود، وما طواف الحج وطواف العشق فعرفات طواف حول حجر حين فدى الابن بكبش،من رب العالمين، وبين من ضحى بنفسه من اجل استقامة الدين، فالحسين كعبة الشهداء وكعبة الدم وهنا تبرز أهمية زيارة الإمام الحسين (ع) .
أن قضية وجود السادة والاهتمام بالسادة وبني علي(ع) في حد ذاته كان قاعدة ضد الحكومات والطبقات والنظام الحاكم الظالم ، فهم رفضوا المبايعة لبني أمية ومن بعدهم لبني العباس ، فليس بلا دلالة يقتل الاموين والعباسيين السادة العلويين، ولهم الفضل في انتشار الإسلام والتشيع في أنحاء العالم، ولازال العلويين يمثلون الخط السليم في الدين والدنيا، والمراجع العظام خير امتداد لذلك الخط الرسالي الأمين على مصالح الأمة ، وما سار علية سماحة آية الله السيد محمد باقر الحكيم (قدس) وقبله آية الله سماحة السيد محمد باقر الصدر(قدس)في مقاومة نظام يمتلك القوة الإعلامية والسلاح والتنظيم ، حتى أن البعض كان يرى استحالة انهيار ذلك النظام لكنه استمد قوته من أجداده بان الحق يدوم والباطل يزول ، فاستطاع بثلة من المجاهدين تثبيت الحقوق وتعريف الناس والمجتمع الدولي على الجرائم التي يرتكبها النظام الدكتاتوري آنذاك ، وعند سقوط النظام وعودته إلى الوطن اخذ ينشر شعار الوحدة واحتضان الجميع والوقوف بحزم بوجه المتطرفين ، مما شكل تهديدا لمصالح دول كبرى طامعة في العراق فتم استهدافه فسقط شهيدا في مكان مقدس وهو مرقد الإمام علي(ع) في محراب صلاة الجمعة، وللاستلهام من أفعال هؤلاء الرجال العظام ، ينبغي من الساسة وأصحاب القرار الأخذ من هذا التاريخ الثري ، وان الإسلام هو العدل والتسامح (لا أكراه في الدين) وليس القتل والإرهاب.