وتضرب جهودهم عرض حائطها المبطن بالطمع في ثرواته , من العجب والمعيب تهاجر العقول وتبدع في دول خرى وتهدر ثروة وطنية , ترسم في معمارها حضارات وتقدم الشعوب ويعالج اطبائنا الأمريكان والبريطانين والخليجين , الفقر ليس رجل ليقتل في انفجار او كاتم او يذهب في الموت المجاني في العراق , إنه بسبب أخطبوط الفساد الممتد من ميناء ام قصر حيث تدخل البضاعة الفاسدة وتهرب اموال العراق الى أعلى قمة في اقصى الشمال , طوفان اقتلع كل التقديرات والعمل لوضع الدراسات لأيجاد الوسائل لأختصار الطرق بسبب غياب المؤوسسات الحقيقية لتخفي كل القواعد البيانية , ويكون التناقل في الاموال بصورة عشوائية تعتمد على التقديرات التي تصب في جانب جهات لحد التخمة وجانب اخر لدرجة الجفاف , وعلى اساسها غابت التقديرات للفقر , وزارة التخطيط تجري مسحاّ لخط الفقر وفق هذه المعطيات وقدرت في عام ٢٠٠٩ نسبة ٢٣% دون خط الفقر اما في كانون الاول ٢٠١٢ تقول بأن النسبة انخفضت الى ١٧% ولكن هذه الارقام لم تخضع للحسابات العلمية والدقة وحركة السوق والاسعار والعوائق الاجتماعية والامنية والاقتصادية وسوق العمل ومعدل ما يحتاجه دخل الفرد , أعتمدت على اسئلة تطرح على عينات مختلفة والاستبيانات عادة لا تخضع لتلك المصداقية من جانب المواطن , و الجهات الحكومية غير جادة لأظهار النتائج الحقيقية لتلميع أدائها وموظفين يقومون بملأ الاستمارات نيابة عن المواطن ولم تصل الى المناطق التي تعيش على النفايات والمخلفات , الحكومة لا تزال تعمل بسياسة الأعانات والهبات والمكارم لتجعل المواطن جائع تابع , ستراتيجية تغيّب دقتها وقوانين معطلة في دعم الطبقات المحرومة كأيقاف قانون التقاعد أعانة ذوي الاحتاياجات الخاصة والرعاية الاجتماعية ودعم الطفولة والمرأة وموظفي الدرجات الدنيا ودعم الاستثمار والقطاع الخاص وتفاوت كبير بين رواتب الوزرات كموظف الاجر اليومي في التربية والصحة ١٥٠ ألف بينما قرينه في العدل او النفط ٧٥٠-الف دينارويكون البديل للمتقاعدين مثلاّ ١٠٠ ألف منحة .
خصص لدعم الفقر ٤٥٠ مليار دينار بعد ان احدث فجوة كبيرة بين الطبقات المجتمعية , محافظات الجنوب والوسط لها الحصة الاكبر في الفقر وفي السماوة ٤٩% وبابل ٤١% وصلاح الدين ٤٠% بينما دهوك والسليمانية واربيل اقل من ١٠% , والعلاج لا يمكن ان يكون بتخصيص اموال وتوزيعها من عائدات النفط التي اعتمدت عليها الموازنة لتصل الى ٩٥% منها , وإنما من استغلال بقية الثروات والطاقات واقامة المشاريع الستراتيجية وامتصاص البطالة التي وصلت ٣١% , سياسات خاطئة لمنح الهبات للدول واقامة المهرجانات والايفادات لننفق الأموال على من يبكي كذباّ على مأساتنا ويلعق في الموائد من الفنانين العرب والمطرودين والمنبوذين في شعوبهم وعيون الفقراء تتطلع عليهم , نسبة كبيرة من الفقر نهشته مافيات الفساد ولجان حقوق الانسان سياستها مقلوبة تدافع عن الجاني ولا تلتفت للجائعوالضحية وتتستر عن تلك الحقوق المنهوبة التي قتلت الكثير واصبحت توازي الارهاب, الفقر ليس من رجل واحد كي يقتل بالكاتم مثلما يقتل من يريد كشف ملفات الفساد إنما هم مجموعة من الحيتان التي تملك مئات الارواح ومحاطة بالدروع والحواجز الكونكريتية ..
واثق الجابري