وتأتي تلك التحذيرات اثر تواتر معلومات عن إضمام العشرات من عناصر "حزب العمال" الى حزب "الاتحاد الوطني الكردستاني" الذي يتزعمه جلال الطالباني، ما يسمح لهم بالاحتفاظ بأسلحتهم، وايجاد موطئ قدم لهم يتيح لهم التحرك وممارسة النشاط السياسي.
واختيار عناصر الـ"بي.كي.كي" الانضمام "للاتحاد الوطني" وليس "للحزب الديمقراطي" الذي يتزعمه مسعود البارزاني، مردّه إلى الخلفيات والمنطلقات الفكرية المتقاربة بينهم وبين حزب الطالباني -كلاهما يتبنى نزعة قومية ممتزجة بأسس اشتراكية ماركسية- ناهيك عن العلاقات التي شابها الكثير من الاحتقان والتأزم مع حزب البارزاني، بسبب وقوف الاخير في مناسبات عديدة مع تركيا في تصديها لمسلحي "حزب العمال".
وفي هذا السياق حذر رئيس الجبهة التركمانية والنائب في البرلمان العراقي أرشد الصالحي من عواقب وخيمة لا يمكن السيطرة عليها في حال استمرار تواجد "حزب العمال الكردستاني" في اقليم كردستان, مبينا أن هنالك حملات في كركوك لجمع تواقيع لاطلاق سراح زعيم الحزب عبد الله اوجلان، الذي يقضي حكما بالسجن المؤبد في احد السجون التركية منذ عام ١٩٩٩.
واكد الصالحي ان هذه التحركات تثير قلق المكون التركماني كونها تعطي أشارات سلبية عن احتمال دخول مقاتلي "العمال الكردستاني" الى المحافظة.
هذا وأكدت مصادر مطلعة على الشأن الكردي ان قيادات كبرى في الحزب "الديمقراطي الكردستاني" وفي مقدمتها رئيس حكومة الاقليم والرجل الثاني في الحزب نيجرفان البارزاني، اطلقت حملة لجمع اربعة ملايين توقع للعفو عن اوجلان واطلاق سراحه.
في غضون ذلك، شن رئيس اقليم كردستان مسعود البارزاني هجوما عنيفاً على حزب "الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري" (احد اجنحة حزب العمال الكردستاني) في اعقاب قيام الاخير بإعتقال اربعة وسبعين عنصرا من من الجناح السوري من الذين عبروا باتجاه الحدود السورية بعد تلقيهم تدريبات عسكرية في اقليم كردستان.
ولتطويق الأزمة ومنع حصول تداعيات خطيرة، أعلنت رئاسة اقليم كردستان في بيان لها ان "بارزاني يقف على مسافة واحدة من جميع الأطراف"، متهمة أطرافاً معينة بالعمل وفق صفقات مشبوهة لتسليح عناصره بعيداً عن مضمون اتفاق أربيل، والسعي لتهميش الأطراف الأخرى".
والمعروف ان القوى الكردية السورية تعيش مرحلة من الخلافات والتقاطعات بسبب تباين مواقفها من الازمة السورية، والصراع على النفوذ.
وكانت تلك القوى قد ابرمت نهاية العام الماضي اتفاقا في مدينة اربيل رعاه البارزاني، غير أن ذلك الاتفاق لم يصمد طويلا، ما دفع رئيس الإقليم للعمل قبل عدة اسابيع على احتواء الازمة من خلال دعوة قادة الاحزاب السياسية الكردية السورية المنضوية في ما يعرف ب"المجلس الوطني الكردي" و"مجلس غرب كردستان" للتوافق والبحث في تطبيق اتفاقية اربيل، إلا أن جهوده لم تفضي الى النتائج المرجوة.
ومما سبق، فإن اوساطاً كردية تتوقعّ بناء على معرفتها بالخلافات بين "حزب العمال الكردستاني" وبعض القوى الكردية العراقية، أن يتسبب تواجده على نطاق أوسع في اقليم كردستان باتساع رقعة الخلافات بين الاحزاب والقوى الكردية، بين داعم له ومعارض.