سياسة الأنظمة في العراق مستمرة بذلك النهج وتعيش على كد ونكد المناطق النائية , ينظر لهم بعين الازدراء والتصغير والشكوك بوطنيتهم وأضعافهم لدرجة الحرمان , همهم مواطنيها الشاغل البحث عن وسيلة للعيش لا يفكرون بالحصول على السلطة وينافسون الأقوياء , بتقدم الزمن لم تتغيير تلك السياسات تجاه التوظيف والتعليم والحصول على فرص للعمل والتطوير( يمنحح للمركز وتحرم الأطراف ) , مدارسها متأخرة وخدماتها في تراجع , ذلك الأنطباع إنعكس على ساكنيها وشاع بين تلك الطبقة لغة التصغير والتذلل في طبيعة الكلام والمسميات ليقال مثلاً الى علي ( عليوي ) , وينظر على طبيعة اللغة والتعامل بأستهزاء , وأنهم متخلفين في نظر السلطات ومن يمثلها من المركز .
تلك الثقافة الى يومنا هذا وموظف صغير في العاصمة يستطيع تعطيل عمل محافظة , وهذا الصغير يعتقد إنه الحكومة وتعطى له تلك الصلاحيات .
في مركز بغداد أزمة كبيرة للسكن وزحامات الطرق وكثرة بيوت التجاوز وتحويل المناطق الزراعية والخضراء الى بيوت سكن عشوائي , هذا لا يقتصر على العاصمة وإنما المحافظات , ليقطع الأشجار والنخيل ويعطي التأثير السلبي على البيئة , المشكة اكبر في بغداد نتيجة مساحتها ( ٥٠٠٠) كم مربع وشكلها الدائري , مشكلة السكن والعمل وإفتقار المناطق البعيدة عن المركز للخدمات والمدارس المتطورة والمستشفيات وطرق النقل ووسائل الأتصال والفقر جعل منها أحياء طارة لسكانها , حيث تتراجع اجور العمل والعقارات , أحياء العاصمة بغداد وبقية المحافظات طيلة السنوات كان العمل في القلب وإهمال الأطراف والأستثمار يبحث عن ارضية لمشروع جاهز في ابو نوؤاس او الكاظمية او المنصور بينما في حقيقتة الاستثمار إحياء الخراب من النشاط الاستثماري , و تحول مركز بغداد الى مدينة صناعية يغزوها من يحترف مهنة تصليح السيارات متجاوزين على البيئة والخدمات والمجاري في الكرادة والمنصور وزيونة , دعم المناطق البعيدة وتوفير سبل العيش والحياة الكريمة من تحويل المناطق الصناعية في مدينة معزولة بعيدة عن المركز والمؤوسسات الحكومية من وزارات في مجمع واحد لتسهيل التعامل فيما بينها وفائدة المواطن وتقليل الزخم على الشارع , بغداد بحاجة الى ربط الطرق الحولية لطبيعتها الدائرية وإعادة تخطيطها الذي لم يخضع للتغير منذ ٣٠ سنة ويبقى مركز بغداد مركز أثري للشورجة والمتحف الوطني والمدرسة المستنصرية وشارع الرشيد والمتنبي ومقهى الزهاوي ونصب الحرية وغيرها , بغداد بحاجة الى مواصلات ومشروع للمتروالحديث وخدمات للأطراف كي تكون تلك المناطق جاذبة للسكان , ويكون التخطيط في بغداد وبقية المحافظات بالشكل الطبيعي من الأطراف بأتجاه القلب .
واثق الجابري