المالكي والنجيفي يتكلمون بنفس اللغة ونفس المنهج ونفس الاسلوب فالمالكي يعتقد ان خلق الازمات والشد الطائفي وزيادة هذا الشد وتصعيده مقابل فشل ملف الخدمات والامن والاعمار يمثل عنصر جذب لديمومته واستمراريته التي بدأت بالتراجع وفق معطيات انتخابات مجالس المحافظات وهذا ما لم يكن يتوقعه لانه كان يعتقد ان افرازات انتخابات مجالس المحافظات ستمنحه مع حلفائه الاغلبية التي سيسحق بها الجميع من جانبه النجيفي يمثل الخطاب الطائفي التحريضي اساس متين لبقائه وصعود نجمه وقد يكون اكثر فائدة في جني محصول هذا الاسلوب من صاحبه على ضوء معطيات نتائج انتخابات مجالس المحافظات.
المالكي والنجيفي لديهما صفات خارقة في اخفاء ملفات الفساد وتعطيل القوانين وتقريب الفاسدين فالمالكي اعلن في اكثر من مناسبة ان لديه ملفات لو اظهرها لاحترقت الارض ومن عليها "طبعا ارض العراق" وهذه الملفات لنواب ووزراء ومسؤولين سياسيين ولا احد يعرف متى سيظهر المالكي هذه الملفات.. وغير هذا فان السيد المالكي لديه خبرة في تقريب وابعاد البعثية ممن شملهم قانون الاجتثاث والمسائلة والعدالة على الطرف الاخر فان النجيفي بارع في تعطيل القوانين التي لها علاقة بالنواب الفاسدين ومشاريع القرارات التي تدين البعث والبعثيين وقتلة الشعب العراقي ولا فرق بين الاثنين.
المالكي والنجيفي تسببوا بتفريغ مجلس النواب من محتواه ودوره وساهموا بشكل مباشر بتعطيله ومنعه من اداء دوره التشريعي والرقابي بطريقة غريبة وغير اخلاقية ابتدأتها القائمة العراقية التي يمثل النجيفي احد اقطابها لان هذه القائمة تسببت بتعطيل عمل مجلس النواب عندما اعلنت انسحابها اكثر من مرة ولفترات طويلة وبحجج واهية هذا الدور وصل الى المالكي وائتلافه الذي استهوى اللعبة الشيطانية وقرر ان يقاطع رجاله جلسات مجلس النواب بحجج واهية ايضا فكان الاثنين سببا في التعطيل ولم يكونا سببا في التفعيل والواجب الوطني والاخلاقي يحتم على الجميع الحضور الى البرلمان وطرح المشاكل ووضع الحلول لان مجلس النواب شرع من اجل هذه المهمة ولم يتم انتخاب البرلمانيين لان يجلسوا في بيوتهم ويقاطعوا جلساته.
الشيء المؤكد ان الاطراف السياسية الاخرى تتحمل جزءا من هذه المشاكل لكن ليس بالمستوى الذي وصل اليه المالكي والنجيفي لان هؤلاء تجاوزا المدى وتنكروا لكل الواجبات والمسؤوليات التي اهلتهم لان يكونوا بهذه المواقع الحساسة والمهمة وجعلوا من مجلس النواب والحكومة مطية لتحقيق اهدافهم الشخصية والحزبية ونسوا واجباتهم الاساسية في خدمة ابناء الشعب العراقي الذي كان ينتظر منهم الخير والفرح والسرور الا انهم خذلوه وانتصروا لذواتهم ولنزواتهم ولغرورهم فكان ان حصد هذا الشعب الموت بعد ان زرع هؤلاء الانقسام والحقد والبغضاء.