وناشد الحكيم في كلمة له خلال احتفال أقيم الأربعاء في مكتبه الخاص بمناسبة ذكرى ولادة الامام علي بن أبي طالب عليه السلام، الوقفين الشيعي والسني والقادة والزعماء السياسيين والدينيين في اقليم كردستان الى اجتماع يوحّد الخطاب تجاه الارهاب، مؤكداّ أن البيان الذي سيصدر من الاجتماع سيكون ميثاق شرف ضد الارهاب والطائفية ومن يعتاش على سفك الدم العراقي، وقال مخاطباً الارهابيين "لن تنالوا من وحدة الشعب وسينتصر عليكم لأن الشعب العراقي شعب يؤمن بالله ويثق بنفسه".
وشدد الحكيم على ضرورة التحرك لمواجهة الهجمة الشرسة التي يتعرض لها الشعب العراقي باتجاهين، الأول ميداني تتحمله الحكومة والأجهزة الامنية بالنهوض بمسؤولياتها وملاحقة فلول الارهاب، والثاني سياسي بتوحيد الخطاب تجاه الارهاب مهما كانت الخلافات السياسية، مشيراً الى أن ما يحصل من هجمات ليس خرقاً أمنياً وإنما هجمة مخطط لها لا تهدف لإسقاط الحكومة أو الضغط على مكون لأو طائفة معينة انما هدفها تدمير الوطن وانهيار الدولة.
الى ذلك، حظيت مبادرة الحكيم بترحيب مختلف القوى السياسية العراقية، فقد أعلن التحالف الكردستاني والقائمة العراقية وائتلاف دولة القانون وكتلة الفضيلة والعراقية البيضاء، وممثلين عن المكون المسيحي، والمكون الايزيدي والمكون الصابئي، ترحيبهم بما طرحه رئيس المجلس الأعلى، وأكدوا ضرورة وأهمية اتخاذ خطوات من شأنها وضع حد لحالة التداعي الخطير في الوضع العراقي.
كما أصدر عدد من علماء الدين السنة في محافظة الأنبار بياناً أفتوا فيه بحرمة سفك الدم العراقي، وأعلنوا رفضهم اللجوء الى القوة المسلحة ضد الدولة وأجهزتها الأمنية والعسكرية ومؤسساتها الادارية.
وأعرب الشيخ عبد الملك السعدي رفضه اختطاف المواطنين لأي سبب كان ومن أي مكون، مطالبا بعدم اللجوء الى هذا الاسلوب الذي يتنافى مع القيم الدينية والعشائرية.
وكانت وتيرة العمليات الارهابية قد تصاعدت في الأيام القليلة الماضية في العاصمة بغداد ومدن عراقية أخرى، حيث استهدفت أسواقا وأماكن عبادة ودوائر حكومية في مناطق ذات اغلبية شيعية واخرى ذات اغلبية سنية، فضلاً عن حدوث عمليات اختطاف لمدنيين وأفراد من المنتسبين للأجهزة الأمنية، مما يشير بوضوح الى وجود أجندات تسعى الى اثارة الفتنة الطائفية بين العراقيين وتكرار مشاهد عامي ٢٠٠٥ و ٢٠٠٦ الدامية.