وانفلات الوضع الامني بصورة خاصة في بغداد اتخذ منحا جديدا قديما وهذا المنحى يشبه الى حد بعيد ما يعرف باسلوب الوزغ ابن الوزغ مروان بن الحكم في إحداث الفتنة بين الاطراف المتناحرة وتجييرها لمصالحه الشخصية والعائلية بعد ان يقوم هو بإشعال الحرائق مرة في هذا المعسكر ومرة اخرى في المعسكر الاخر وكان يقول اين ما اصاب فتح.وهو نفس اسلوب القتلة والمجرمين واصحاب الاجندات الخارجية المتبع هذه الايام في بغداد باستهداف الجوامع والحسينيات والاسواق القريبة من مناطق الغالبية الشيعية وفي نفس الوقت يتم استهادف الجوامع والاسواق والمقاهي في مناطق الغالبية السنية وبطريقة احترافية فانفجار في مدينة الصدر يقابله انفجار في العامرية.
هذا الأسلوب الخبيث من قبل المجاميع الارهابية ليس وليد اللحظة بل هو اسلوب متقن لاحداث الفتنة الطائفية بين مكونات الشعب العراقي خاصة في ظل انتشار الاسلحة وغياب الوعي الوطني والديني ووجود بيئة حاضنة لمثل هذا الفكر وهو حلقة مهمة من حلقات التامر لا يمكن القضاء عليها حتى وان سكنت وخمدت سنوات وسنوات.
المشكلة اليوم في العراق هو ارتفاع اصوات الداعين الى الاقتتال والتقسيم من سياسيين ورجال دين بحجة المحافظة على مكون معين من الإقصاء والتهميش كما يدعون ويروجون وهذه الأصوات دخيلة ومن اصحاب السوابق ومن الذين يحنون الى الماضي القريب تمولهم دول قريبة وبعيدة مصلحتها الاولى إضعاف العراق والقضاء على تجربته الديمقراطية وتهميش أغلبية ابناء الشعب العراقي كما هو معمول به ايام حكم القرية ومقبورها اللعين صدام.
العراق اليوم على مفترق طرق بين ان يتخطى سهام غدر مروان ابن الحكم ومن يقف وراءه من أمراء الخليج واحفاد أتاتورك وبين ان يرضخ لها وينقاد الى أجنداتها ولن يكون رابح الا اعداء العراق وتجربته الديمقراطية.
لا يمكن لمروان ابن الحكم ان يعود من جديد حتى وان عاد معه عمر ابن العاص وشمرا وعمر ابن سعد فانه لا يحصد غير الهزيمة والخذلان ولن يكون بامكانه اشعال نار الفتنة الطائفية لان ابناء الشعب العراقي اكبر من كل الاجندات والمؤامرات والدسائس القادمة من خارج الحدود ولان سيف ذو الفقار لا زال لم يصدأ وبيد ابنائه القادرين على رد كل معتدي وقطع دابره الى الابد.