عزف الساسة على أوتار طائفية تتناغم مع مسامع جماهيرهم ، فعزف السني لحن التهميش، قبالته انشد الشيعي نشيد المظلوم ليطربوا أذان طوائفهم ... يبحث كلا ً منهم على لقب أفضل عازف ليكون ضرورة المسرح وقائدا ً همام لمرحلة قادمة .
بيد ما خرج آخر باختراع جديد، آلة عزف بدأت للوهلة الأولى تعزف معزوفة نشاز وسط الصخب الطائفي... وسرعان ما انسجم معها السنة واطرب لها الشيعة وحاكت الأقليات ، رئيس المجلس الأعلى العراقي الإسلامي"عمار الحكيم"، يعزف على وتر طائفي من نمط خاص، ليصفق له "الكورد" بتحالفهم الواسع...."القائمة العراقية"..."ائتلاف المالكي"...كتلتي "الفضيلة" و"العراقية البيضاء " ..وممثلين عن المكون "المسيحي" و"الصابئي" و "الأيزيدي" ، يزعم انه يبحث عن طمأنة الشعب العراقي بمختلف قومياته ومذاهبه، وحسبكم الدعوة الأخيرة التي دعا من خلالها الحكومة والأجهزة الأمنية أن تأخذ دورها الميداني للنهوض بمسؤولياتها وملاحقة فلول الإرهاب، وضرورة توحيد الخطاب السياسي مهما كانت الخلافات بينهم، كأنه يوجه أصابع الاتهام بصورة غير مباشرة، ويرسل رسالة مفادها، أن الشعب العراقي لا يعاني أي خصومة، و أنما جوهر الخلاف هم ساسة تنازعوا في حلبة مصارعة لبطولة اسمها البقاء للأدهى! ...تمخض وقفي الشيعة والسنة سيولد ميثاق شرف لردع همجية قوماً سفكوا الدماء باسم الدين.
ما سبق سرده يشير إلى أن العراق لا يزال مربكاً يحكم مصير شعبه ساسة ً خلقوا ليختلفوا وقادة مابرح أسلوب المعارضة غائباً عن أدمغتهم، فمبادرة الحكيم بحاجة إلى صحوة ضمير أولا ً قبل تصفيق الجماهير وإطلاق صفارات الإشادة بها جاءت مبكرة، سيطالها سرطان النسيان لتكون كأسلافها من المبادرات،منحوتةً على صخر أصم لعل أقوامً جديدة ستحصد هذا الإرث وتعمل به .
أذا لم يعجبك ما تتلقاه راجع جيداً ما تقدمه