مفاجأة هلل لها بعض اللبنانيين، وسط أجواء من التشاؤم، لن يبددها تشكيل حكومة، معروف مصيرها مسبقاً، أو إقرار قانون إنتخابي لن يرضي الجميع، قبل وقوع الفتنة بينهم مجدداً أو تقوم القيامة، أيهما أقرب توقيتاً.
من حق العرب أن يفرحوا أيضاً، وبالأخص الفلسطينيون، فهم فازوا بالمركز الثالث، ويمكن التصبر به حتى يتشكل الكانتون الفلسطيني رسمياً في الضفة الغربية وغزة.
الخبر المبهج هو فوز مطعم بربر اللبناني بعرش الكباب العالمي، إذ اختاروه كأحسن مطعم للكباب في العالم، وفاز بالمركز الثاني مطعم تركي، فهنيئاً لأردوغان وأخوانه، وجاء بالمركز الثالث مطعم فلسطيني، وقد يثير حصول مطعم إيراني على المركز الخامس جدالاً فقهياً، على قاعدة لو كانوا من الطائفة الناجية لفاز كبابهم بالمركز الأول.
وبالأمس أيضاً كان للعرب سبق في مضمار آخر، إذ شاهدنا شريطاً مسجلاً لمعارض سوري مسلح يشوي رؤوساً بشرية، ولو اجريت منافسة للبربرية فلن ينافسه على المركز الأول سوى إرهابي سوري اخر شق صدر قتيل، من جنود أو انصار الحكومة، واَلتقم قطعة من قلبه، ومن بعدهما يأتي إرهابيو العراق في الترتيب، وهم أول من استن قطع الرؤوس واقتطاع ثدي النساء، وكل الإرهابيين العرب وأخوانهم يدينون بالفضل للأتراك العثمانيين، رواد التعذيب والتنكيل، ومنها إدخال سيخ في أجساد الأسرى وشويهم على النار، ومن العثمانيين تعلم سكان ترانسلفانيا في رومانيا وأميرهم فلاد (ولقبه المخوزق) الخوزقة، وبينما يتفاخر العثمانيون الجدد وحلفاؤهم من العرب بالخلافة العثمانية وخوزقتها وشويها للبشر تبرأ الأوروبيون من فلاد، باستيحائهم من سيرته قصة الكونت دراكولا الدموية المرعبة.
حتى وقت قريب عاشت في مجاهل الأمزون قبيلة متوحشة، كان رجالها يمارسون القتل وتحنيط وتصغير الرؤوس، امتثالاً لعقيدتهم الوثنية المضللة، إذ يعتقدون بأن عمرروح الإنسان قصير، لا يتعدى أربع سنوات، لذا على الفرد قتل إنسان آخر ليكتسب بذلك روحه، وهكذا يتكرر مسلسل القتل الوحشي بينهم، وقد صنف علماء الأنثروبولوجيا هذه القبيلة ضمن مخلفات العصر الحجري.
يثير الموضوع سؤالاً: إلى أي عهد همجي في تاريخ البشر ينتمي العرب والمسلمون الذين يشوون رؤوس البشر ويأكلون لحومهم؟