محاربين، كل ينسب لنفسه تاريخاً مجيداً، وحكمة لا تضاهى، ومواقف لا يأتيها الباطل، وأمالاً حاشا لله ان ينهض بها غيره، وكيلا للتهم على هذا وذاك... ثم تتحدث الفضائيات عن زيادة في تفشي انفلونزا الخنازير وتعتبر ذلك شيئا خطيراً لانها لا تعرف عدد ضحايا الكوليرا، والبهارزيا، والتدرن، والافات التي تنهش كل شيء، وما يفعل الصيف في امعاء الاطفال، وما يفعله الفقر المدقع... وأهم هذه الامراض هو ما تفعله السياسة التي يصح ان نطلق عليها (متلازمة السياسة)Political Syndrome (P.S) والاعراض المتلازمة لهذا الداء هي: كذب صريح، وادعاءات فارغة، وكسب حرام، وموت للناس بالتقسيط المريح...
وسط هذا الغبار الملفع بالظلام...
تختفي العيون التي ليس عليها غشاوة (الانا)...
والاذان التي تسمع بوضوح...
والكلمات الطيبة تضيع في حمأة التهريج الرخيص...
واهل العقل منحوا اجازة اجبارية...
والشخصيات والاحزاب المخلصة تدفع من شرايينها ضريبة الصمت، وضريبة العزلة، وضربية اللااكتراث...
والاقلام التي تسيل اخلاصاً، وحصافة، ومحبة. صارت وقوداً لنيران الجهل والجاهلية، اذن ليست حلوة بل:
مرة هي الاغاني المسموعة....
لكن الاغاني غير المسموعة سجينة في زوايا النسيان ...
الدكتور
يوسف السعيدي