تناقلت بعض وكالات الأنباء ومواقع التواصل الاجتماعي خبرا مفاده ان رئيس أركان الجيش بابكر زيباري قدم استقالته الى القائد العام للقوات المسلحة لانه فشل في المساعدة على تحقيق الأمن والاستقرار وان الوضع في بغداد وبعض المحافظات والمدن الأخرى ينزلق نحو الهاوية بسبب ما سماه السياسات الخاطئة معلنا فشله ومطالبا في الوقت نفسه الآخرين بان يحذون حذوه ويقدمون استقالاتهم.
الخبر أساسه مصدر لم يتم التأكد من صحته بل ان وكالة أنباء كردية مقربه من بابكر نفت ان يكون رئيس أركان الجيش الكردي قد قدم استقالته او اعترافه بالفشل وهذا المصدر اقرب الى الصحة من خبر الاستقالة لأسباب متعددة ومنطقية رغم ان الفكرة ومحتواها ينمان عن شعور بالمسؤولية ويفتحان الباب لثقافة غائبة واقل ما يمكن استخلاصه من هذه الموضوع هو جعل المتصدين لهذا الملف في حالة من الإحراج والتعرية امام الجمهور المعني.
وصحة عدم الاستقالة اقرب الى الواقع رغم ان استقالته من عدمها لن تغير من الواقع شيئا الا انها تدخل في باب الاعتداد بالنفس والشعور بالمسؤولية الا انها المعطيات تقول ان بابكر لن ولم يستقيل لان المنصب الذي يتواجد فيه زيباري هو من حصة الاكراد وليس استحقاق وطني او استحقاق كفاءة وهذه الحصة ليست من حق بابكر بقدر ما هي من حق الكرد والاستقالة تعني سيطرة المالكي على هذا المكان المهم والحيوي والاستقالة يقررها الكرد وليس زيباري بمفرده هذا اولا الشيء الاخر ان زيباري بموقع ليس على تماس مع الاحداث اليومية فما يحدث امر يتعلق بالداخلية والمخابرات والاستخبارات ومكافحة الإرهاب وهذه المفاصل ليست بعهدة هذا الرجل بل هي بعهدة القائد العام للقوات المسلحة ووزير الداخلية والدفاع وكالة وان الطرف الذي يفترض به ان يقدم استقالته هو من معني بهذه الملفات وليس زيباري.
القضية التي لا يمكن استغفالها في مسالة الاستقالة هي ان ما يحدث في العراق لم تصل نيرانه الى اقليم كردستان بل ان أوضاع كردستان وواقعها وطبيعتها وإمكانياتها واستثمارها وحركتها وعقودها ومطاراتها ومنافذها الحدودية لا تمت الى ما يحدث في بغداد وبعض المحافظات من إرهاب وفوضى بصلة وهذا الاستقرار جاء بعد عمل كبير وجهود مضنية ومخلصة تستحق الإشادة وتدعوا الى الزهو والفخر وهذا الواقع الذي يعيشه بابكر بعديد كل البعد عن التفكير بتقديم الاستقالة وتانيب الضمير اتجاه شعب لا تربطه مع بابكر الا الموازنة المالية والمناصب والمناطق المتنازع عليها .
ان ثقافة الاستقالة عند القادة الأمنيين والسياسيين ثقافة مفقودة وليس لها اثر في قاموس الكلمات المتداولة كما هو الحال بالنسبة للمحاصصة والبيع والشراء وما ننطيها عليه تاجل المداولة في الموضوع الى زمن غير معلوم.