ان العشائر اليوم تعد من أهم الركائز في المجتمع العراقي ولها الدور الكبير في حل أكثر من سبعين بالمئه من المشاكل الاجتماعية في المجتمع، والداعمة الأولى إلى بناء البلد، واحترام الدستور، وتفعيل القوانين، وإرساء الأمن، والنهوض الاقتصادي، ودعم العملية السياسية من خلال صندوق الانتخاب الذي يمنع عودة الدكتاتورية الى البلاد.
بعد الفيضانات التي ضربت مناطق الوسط والجنوب وتضررت بها الكثير من ابناء العشائر الجنوبية، وحتى صار الكثير منهم لا يملك قوت يومه بتدمير المحاصيل الزراعية، وموت الثروة الحيوانية، وما ادخروا من السنين السابقة.
حيث وقفت الحكومة عاجزة عن هذا الأمر الخطير، ولم تعالج أي مشكله لهؤلاء مثل السكن، والغذاء، والدواء، وبدأت تتخبط هنا وهناك وحتى وقفت بوجه الإعلام الذي وقف مع تلك الكارثة التي حلت بهؤلاء، لكن العشائر العراقية، والتيارات الدينية، والوطنية، وفي مقدمتها المرجعية الدينية في النجف الاشرف، أولت اهتمامها الكبيرة الى هكذا أمور، ونفس الأمر للاجئين السوريين في الانبار، وكذلك في صلاح الدين.
وما نرى اليوم من مبادرة عشائر الغربية من الانبار وصلاح الدين بجمع المساعدات من أبناء عشائرهم الى إخوتهم أبناء عشائر الجنوب، هذا دليل واضح على إعادة أللحمه الوطنية والوقوف بوجهة المخططات الرامية الى ألتفرقه، ونبذ الخلافات بين أبناء البلد الواحد، تلك المبادرة من شيوخ ووجهاء عشائر الانبار أثلجت قلوب الوطنين، وسدت الباب إمام المتصيدين بالماء العكر، والمتربصين من تلك المجموعات الإرهابية والظلامية التي جثمت على صدور العراقيين عقد من الزمن، على السياسيين الركون الى الأصوات الوطنية من أبناء العشائر وتقويت أواصر أللحمه وجمع باقة الورد العراقية كما عبر عنها (السيد عمار الحكيم) ولا يمكن يحكم العراق من قبل طائفة واحده، او قوميه، او حزب، إلا بالجلوس على طاولت حوار واحدة وحل كثير من المشاكل العالقة التي نواجهها في الحياة اليومية.