ولقاء السيد المالكي مع السيد مسعود في اربيل سواء كان لقاءا على هامش اجتماع مجلس الوزراء او لقاءا حصريا ما يهمنا فيه هو الخروج من حالة التأزم والاتهامات المتبادلة التي وصلت الى حد التهديد باتخاذ خطوات تصعيديه لم يفصح عنها زعيم إقليم كردستان إلى حالة التوافق والعمل المشترك.
المتوقع لهذا اللقاء ان يخرج بنتائج طيبة تكون مكملة للقاء رئيس مجلس الوزراء برئيس حكومة اقليم كردستان الذي جرى في بغداد قبل أسابيع وتوصل فيه الطرفان الى الاتفاق على سبع نقاط كانت محل خلاف بين اربيل وبغداد عجزت قبل ذاك كل الجهات والأطراف من إيجاد حل لها او إقناع المالكي للتراجع عن موقفه والتواصل مع الكرد وعدم قطع حبال الود بين الطرفين.
وتوقع وصول الطرفين الى نتائج طيبة في لقاء اربيل المقبل ليس اطلاعا على الغيب او كشف الإسرار انما هو نتاج طبيعة السيد المالكي واستحضار لمواقف سابقة مشابهة أراد المالكي من خلالها إيصال رسالة الى حلفائه وخصومه أساسها انه الوحيد الذي بإمكانه ان يمنح الحقوق وغير الحقوق الى الأطراف الأخرى وان اي اتصال مع طرف او أطراف أخرى سوف لن يكون فاعلا او مؤثرا في تغيير قناعاته حتى لو اتفق كل التحالف الوطني؟؟.
ان استمرار قيادة البلد بهذه الطريقة المزاجية أمر محزن ولن يؤدي إلى تحقيق الاستقرار السياسي او النمو الاقتصادي او الرفاه الخدمي والاجتماعي لان هذه الطريقة انتقائية ولا تعتمد على معايير منطقية بقدر ما تعتمد على العشوائية والفوضوية وهي تؤشر حالة عدم شعور بالمسؤولية من قبل قادة البلد التنفيذيين.
ستفعل القبلات فعلتها من جديد وهذه المرة في اربيل عندما ستذيب جليد العلاقة المتأزم بين اربيل وبغداد وصدقوني كلما كانت القبلات حارة والابتسامة عريضة كلما كانت التوافقات سريعة والتنازلات كبيرة اما اذا خلى اللقاء من العناق والابتسامات العريضة فانا لا اضمن حلا للمشاكل العالقة بل اؤكد لكم ان الطريق سيكون معقدا ومسدودا ..وهكذا تكون القبلات هي طريقنا الى عراق مزدهر رغم ان هذه القبلات لم يفرد لها بند في دستور العراق الدائم.