كان العرب في جاهليتهم- وبرغم ديانتهم الوثنية واتخاذهم الاصنام الحجرية آلهة،وبرغم بعض العادات والتقاليد والسلوكيات الهمجية التي توارثوها مثل: وئد البنات،وغارات بعض القبائل على بعضها،وغزوات النهب والسلب وقطع الطرق..والثارات ..وغيرها- برغم ذلك الجهل والتخلف كانوا يقيمون للعهود والاحلاف وزنا..يلتزمون بالعقود والمواثيق التي قطعوها على انفسهم ..ويحترمون كلمة الشرف بينهم.ولعل حلف ( الفضول ) كان الاشهر.وحادثة بيعة عمروبن العاص ليزيد بن معاوية تأكيد على احترام الكلمة والالتزام بالموقف حتى وان تم تحت تهديد السيف.
معاوية بن ابي سفيان عند احتضاره اخبرابنه يزيد باطماع عمرو بن العاص بالخلافة بعد وفاته قائلا ان ابن العاص لن يبايعك يا يزيد الاّ بحيلة محبوكة وتهديد بالقتل ولذا عليك يايزيد اذا انا مت وشيعتموني الى حفرتي ان تطلب من عمرو بن العاص ان ينزلني الى اللحد بوصية مني كوني صاحبه الوفي واخيه المخلص وحين يضعني في اللحد مد يدك اليه واطلب منه مبايعتك وهو داخل الحفرة ،نفذ يزيد الوصية ..انتبه ابن العاص للحيلة واعتذر بان الوقت غير مناسب،لكن يزيد اصر وهيأ الرجال ليهيلوا التراب على من في القبر( معاوية وابن العاص )،لم ير ابن العاص بدا ومد يده مبايعا يزيد بالخلافة امام الحاضرين قائلا: هذا من تدبير معاوية فانت اقل من ان تهتدي الى هذه الحيلة!.ومع ذلك التزم ابن العاص بالبيعة ولم ينقضها.
لم ينقض العرب المواثيق والعهود خاصة بعدما كرم الاسلام العهود والعقود والمواثيق واكد الايفاء بها وحرم نقضها حتى تلك المعقودة مع الكفار والمشركين.
معاوية بن ابي سفيان ضرب المثل الاسوئ للعرب والمسلمين في نقض العهود فاستحق لعنات التأريخ وا حتقارالناس على مر العصور بعد اخلاله بعهده مع الامام الحسن وقولته المشهورة : كل ما تعهدت به للحسن فهو تحت قدمي هاتين !!.
يبدوان بعض الساسة العراقيين اصابتهم عدوى التنصل من التزاماتهم واستسهلوا نقض العهود والمواثيق واستمرؤوا الاخلال بالتحالفات وكلمات الشرف التي قطعوها متخذين من ابن آكلة الاكباد مثلا اعلى وكفاهم خزيا وعارا في الدنيا والآخرة.