سئمنا من التشوه الخلقي لحديثي الولادة والدواء الاكسباير الذي لا يعالج التشوه ويحد من انتشار تلك الإمراض المعدية، بات الخطر يداهم الجميع حتى امتد الى الكبار ولا يستثني احد، يدورون في خفايا العلل التي سلبت الكثير منهم وجعلتهم لا يرون ولا يسمعون، كل هذا نتيجة عدم الحفاظ على الأنبوب الذي تعرض الى عدة ثقوب من قبل المراهقين، وأصيب بالصدى وبعد ذلك لا ينفع الإصلاح والترقيع ( لا يصلحه العطار ما افسد الدهر).
ان أنبوب السياسة العراقية اليوم لا يحتمل الترقيع ولا الإصلاح بعد ان تهالك طيلة العشر سنوات المنصرمة، وجعلت ماءه أسن ويحتوي على عدة إمراض مزمنة وليس لها علاج، وترسبات لا تنجلي بسبب أعداء الناس شبة ما يجري في العراق اليوم، لا يمكن التخلص من ترسب الطائفية والحزبية التي زرعت وأثمرت في قلوب المجتمع، والثارات العشائرية، والقومية، والصدى الذي سريه في جسد ألامه الواحدة، وبين الإخوان والطوائف والقوميات كل هذا عدم الحفاظ على ذلك الأنبوب الذي شرب وتغذى الجميع من مشاربه.
إما اليوم بما يقوم به السيد (عمار الحكيم) بجمع المتخاصمين والثاقبين لتلك الأنبوب وجلي الصدى ورفع الترسبات من هؤلاء، هو عمل كبير ومشروع ذا بعد إقليمي ودولي، وسميه بالاجتماع الرمزي لجمع (المتعاركين) كباكورة أولى وخطوة بالاتجاه الصحيح، وحد كثير من الإشكالات المتخلبصة في البلد وبالعملية السياسية برمتها، وتلتها خطوة أخرى المؤتمر العشائري الكبير الذي عقدة في (بيت الحكيم) وما تميز به ذلك المؤتمر على الكثير من المؤتمرات السابقة، كونه يضم أكثر من مائه شخصيه عراقيه من أمراء قبائل، وشيوخ عشائر، من جميع الطوائف والقوميات حيث وقعوا على وثيقة شرف تحمل في طياتها عدة بنود تصب في مصلحة الوطن والمواطن للتخلص من بعض الأعراف العشائرية الخاطئة والسائدة في المجتمع ونبذ العنف والإرهاب، وتحريم الدم العراقي، وان تكون الحلول للمشاكل الداخلية حلول عراقيه وليست خارجية، وهذين المؤتمرين قطعا شوطا طويل بالاتجاه الصحيح، وسد النوافذ امام المتربصين في البلد من الخارج والداخل...