الا ان بشارات الشهرستاني وعفتان لم تجد لها قبولا وتصديقا على ارض الواقع وأصبحت بشاراتهم كنبوءة سجاح ومسيلمة الكذاب وبات الثنائي الحكومي مضربا للأمثال والتندر والتوصيف لمن يراد وصفه بالكذب وإخلاف الوعود وان كان مثل هذا التوصيف والتندر لم يوقف الرجلين من الاستمرار بإطلاق الوعود والضحك على الذقون حتى وان تناقضا في وعودهم وتواريخهم الا ان المحصلة في النهاية واحدة وهي انهم غير صادقين.
وقد يكون من سوء حظ الناس هذه السنة هو ان تموز جاء ومعه رمضان الكريم المبارك ولم تأتي معهما وعود الحكومة ووزرائها بزيادة ساعات تزويد المواطنين بالكهرباء بل حملت لهما زيادة ساعات القطع مع ارتفاع درجات الحرارة الى حد لا يطاق وكان الطبيعة توافقت مع الحكومة والكتل السياسية المشاركة في حكومة الشراكة الوطنية بعد ان منحتها منصبا سياديا او موقعا تنفيذيا فحشدت قسوتها وحرارتها جنبا الى جنب.
ومن الواضح فان معانات الكهرباء ستستمر الى عصر نهاية التاريخ في العراق اذا ما بقيت حكومة الشراكة الوطنية واذا ما بقي الشهرستاني وعفتان وبقيت العقلية الحاكمة فاشلة ومستبدة وفاسدة ومن المستحيل ان ينتفض الامبير مهما اعلن ومهما صرح هؤلاء بزيادة انتاج الكهرباء او بشروا بتصديرها الى دول خارج الكرة الارضية لان الواقع يقول خلاف ما يصرح به هؤلاء بل ان الامر لم يتحسن وهو من سيء الى اسوء رغم صرف عشرات المليارات من الدولارات على انتاج وتوزيع الكهرباء.
ان استشراء الفساد وعدم وجود نظام رقابي صارم وانعدام دور مجلس النواب واحتماء الفاسدين بكتلهم وقوائمهم وضعف السلطة المركزية عوامل مركبة تسهل مهمة الفاسدين والسراق واللصوص لان يستمروا بسرقاتهم وكذبهم ولم يحدث ان انفق بلد عشرات المليارات من الدولارات كما هو في العراق ولم يتمكن من النهوض بواقع الكهرباء والخدمات.
ليس تموز هو من كشف عورات وزارة الكهرباء وفضح كذب نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة ووزير الكهرباء بل هو الفساد والمشاريع الوهمية والمشاريع البائسة هي من فضحت أحاديث التصدير ولو كانت المشاريع المعلن عنها حقيقة لما كان لتموز وغيره اثر في وقف إنتاج الكهرباء او حدوث قطع ولو للحظة واحدة.