والان ان الاوان للعمل على اعداد هؤلاء من اجل صنع حلقة قيادية طالما افتقر اليها المجلس الاعلى طيلة فتراته السابقة , فالدماء الجديدة صنعت الانجاز هذه المرة لكنها لم تعيشه بعد لان ادوارها لاتزال ثانوية وعليها ان تعلم انها مدخرة لادوار لم يحن وقت تسنمها لتلك الادوار بعد , كما هي بحاجة الى وقت لكي تتحول من (الهامش الى المتن) بعدما تتم عملية الانتقال الواعي والمدروس للمسؤولية ــ فالتيار لايوجد فيه مسؤول بل توجد فيه مسؤولية ــ من الجيل الاقدم الى الجيل القديم وبشكل تدريجي ومن دون حرق مراحل ترتد عليهم فيما بعد , لانه لم يعد هنالك شي اسمه جديد في المجلس الاعلى , كما من مسؤولية الجيل الاقدم اطلاع الجيل القديم على الخطوط العريضة للتوازنات الداخلية للتيار ومراكز القوى فيه كي يتسنى لهم فهم قواعد واليات صنع القرار في مطابخ التيار الداخلية .. اما الدماء الجديدة فعليها الا تتزاحم وتتدافع فيما بينها من اجل المواقع ولابد ان ترسل بدورها رسائل تطمينية الى اولئك الذين (سبقوهم بالايمان) واشعارهم بعدم تفكيرهم بسحب البساط من تحت اقدامهم اوعزلهم اوعمل انقلاب ابيض للاطاحة بهم لانه وفي النهاية اغلب هؤلاء (صناديق سوداء) لهذه المؤسسة لم ولن تستغني عنهم بسهولة كما يتصور البعض .. ان المجدد عمار الحكيم كسر كل الاطواق وفرض هؤلاء الشباب وجعلهم امر واقع وعلى (الحرس القديم) تقع مسؤولية تنميتهم وتهيئة الاذهان لتقبلهم ومن ثم تبريزهم كي لا يهرم جسد المجلس الاعلى مرة اخرى بعدما تعافى , وحسنا فعل (حكيمهم) عندما لم يضعهم ــ اي الشباب ــ في مكان واحد بل وزع بيضه على سلال متعددة ولم يحصرهم بسلة واحدة , ففي احدى المرات وتحديدا هذه العام بعد تجمع تاسوعاء اذكر حديثه الخاص حينما قال للكوادر المتقدمة في تيار شهيد المحراب (قدس) "عليكم بالبحث عن افضل ((خمسين شاب)) في تنظيماتنا وجلبهم لي كي اتحدث اليهم واتعرف عليهم ويتعرفون علي ويحضون بدعمنا لهم " !! ومضت مدة ليست بالقليلة ولم يقدم شخص واحد من هؤلاء الـ(٥٠) لسماحته حسب اطلاعي , وهنا كأني بالسيد الحكيم يصرخ الا من ناصر ينصرني .. ولم يقل الا من يساندني ..لان الامام الحسين (ع) صاحب رسالة وقالها.. والحكيم صاحب مشروع امتداد لذلك المشروع الطاهر .. فاليوم جميع المتصدين معنيين بتلبية هذا النداء الذي لايخلو من التكليف الشرعي ان وعوا ذلك واستشعروه والا فلات حين مناص .