بعد الأزمات والمطبات والتخندقات التي يواجهها الشعب منذ ٢٠٠٣ اتجهت ماكنة الإرهاب صوب الشباب العزل لتمزق أجسادهم، وتوقف مسيرة أحلامهم وتنهي أمالهم لا ذنب لهم إلا أنهم شربوا كاس الصبر وتحملوا تخبط المراهقين وأزمات السياسيين، شبح الموت يطاردهم ويتربص لهم في كل زاوية ومكان وبين السن المتخاصمين، وفي أماكن أرادوا ان يعيدوا فيها ابتسامتهم التي فارقتهم بسبب صعوبة لقمة العيش، وتراكم الأزمات وثعبان البطالة وحرارة الصيف اللاهب وشبه انعدام كامل للكهرباء والخدمات الأخرى، وجدوا ضالتهم في المقاهي والساحات العامة والملاعب وضفاف دجله والفرات، تاركين خلفهم هموم الحياة وأمنيات المسؤولين التي أصبحت (لا تشبع جائع ولا تروي عطشان).
فقد اجتاحت اغلب المناطق العراقية موجه جديدة الأشد من نوعها حيث تركزت هذه المرة على فئة الشباب، وقد تعرضت لتلك الهجمة الشعواء عدة محافظات ومناطق مختلفة، منها مدينة الصدر والشعلة التي كان نصيبها ٣٠ بين شهيدا وجريح، والزعفرانية والمدائن٤٠ بين شهيدا وجريح، وحي الجامعة والعامرية والاعظمية٣٧ بين شهيدا وجريح، والنهروان والدورة ٦٠ بين شهيدا وجريح، وقد تعرضت اغلب المناطق العراقية لموجه هجمات إرهابية استهدفت المقاهي وملاعب كرة القدم، فيما تعرضت عدة محافظات لنفس النوع من الهجمات، منها نينوى والانبار وديالى٦٧ بين شهيدا وجريح، وقد أسفرت هذه الهجمات عن مقتل وإصابة العشرات من الشباب والفتية في اغلب محافظات العراق، وحسب إحصائية غير رسمية فقد بلغ عدد ضحايا أعمال العنف في العراق خلال شهر تموز الحالي نحو ٢٠٠ شهيد وأكثر من ٥٠٠ جريح.
ان استهداف تجمعات الشباب لاسيما مع حلول الصيف وعطلة الطلبة بعد انتهاء العام الدراسي، وخاصة المقاهي والملاعب والأماكن الترفيهية وتحت صمت مخيف من سياسي البلاد والقادة الأمنيين، قد يدخل البلاد في إنفاق مظلمة ومسارات ملتوية، ويفتح أبواب الطائفية والحزبية ويجعل البلاد ساحة لتصفية الحسابات سياسيا وعربيا وإقليميا، فلابد ان تطور الأجهزة الأمنية خططها وتباغت الإرهاب بأساليب جديدة، ولا تقف عاجزة أمام أعداء الحياة والإنسانية...