لقد كان دوره رياديا في القضاء على النظام البعثي الصدامي وزواله الى الابد، ومرحلة المعارضة السياسية والعسكرية لذلك النظام والممتدة لاكثر من ربع قرن من الزمن تشهد على ذلك الدور الريادي.
وكان دوره بعد سقوط النظام البائد، والشروع بعملية اعادة بناء الدولة العراقية المعاصرة على اسس ومرتكزات ومفاهيم جديدة، اكثر فاعلية واكثر تأثيرا واكثر حساسية، لانه وجد نفسه في موقع المسؤولية الاولى لقيادة اكبر تيار سياسي وجماهيري وطني عراقي بعد استشهاد شهيد المحراب اية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره الشريف)، فقد كان التحدي كبيرا جدا، بحجم المسؤولية والامانة الكبرى، التي وضعت على كاهله.
ان الملايين التي بكت عزيز العراق، والملايين التي شاركت في تأبينه، والملايين التي فقدته وافتقدته، استشعرت فداحة المصاب الجلل، وادركت انها فقدت عزيزا وقائدا وابا وحاميا.. استشعرت وادركت كل ذلك لانها قدرت ما ساهم بتحقيقه من منجزات ومكاسب للعراق وللعراقيين..
كل ما تحقق على الاصعدة السياسية والامنية والاقتصادية، كان لعزيز العراق دورا رياديا ومحوريا فيه، وهذا ما شهد به الجميع ..الاعداء-اذا كان هناك اعداء-قبل الاصدقاء، لم يكن الذين ذرفوا الدموع الحرى بحاجة الى ان يجاملوا احدا، ولم يكن الذين تحدثوا وكتبوا وانشدوا بحاجة ان يفعلوا كل ذلك بلا قناعات بما قالوه وكتبوه وانشدوه، ولن يكونوا بحاجة الى ذلك ، انهم عبروا ويعبرون عما في دواخلهم، ويفصحون عما شاهدوه وشهدوه ولمسوه... انهم عبروا ويعبرون عن الواقع بلا اي رتوش.