وقبل الخوض في حديث المالكي عن الشيخ الصغير نعود قليل الى الوراء وتحديدا في عام ٢٠٠٨ وهي الفترة التي طرح فيها قانون الدفع بالأجل للتصويت عليه ولماذا رفضت الكتل الاستجابة لهذا القانون والحقيقة ان معظم الكتل كانت رافضة لهذا القانون ليس خوفا من المالكي ولكن خوفا على مستقبل العراق وابناء العراق لان اقتراض سبعين مليارا ودفعها بالأجل عن طريق توريد النفط يجعل العراقيين يدخلون في دهاليز الاقتراض والديون لعشرات السنين مع ما عليه من ديون ثقيلة وباهضة لازال العراق يان منها والتي تقدر بعشرات المليارات بل مئات المليارات الى الكويت والى دول الخليج ودول اخرى... الشيء الاكثر صدمة هو ان المبلغ ليس للاستثمار انما للاقتراض وفي هذا مفارقة ومغالطة وتضليل اضف الى ذلك ان انعدام الامن وتدهوره سوف لن يجعل الشركات المحترمة تدخل العراق بل سيجعلها تعتمد على الشركات العراقية المعروفة بالفشل والفساد وبالتالي سيكون مؤشر الفساد الأعلى في العالم وعلى مدار التاريخ ثم ان موازنة العراق الانفجارية بامكانها ان تصنع اكثر بكثير مما يصنعه الاقتراض والدفع بالأجل لهذا تم رفض المشروع خوفا على العراق وشعب العراق وخوفا على المالكي وليس خوفا من المالكي.
الشي الأخر الذي لا يمكن ان يصدقه عاقل والذي يتعلق بالشيخ الصغير وهو ان مجلس النواب بدورته السابقة والذي كان عدد أعضائه ٢٧٥ نائب وكان عدد أعضاء المجلس الاعلى في مجلس النواب ٣٠ نائبا وكان القرار يحتاج الى الاغلبية اي نصف زائد واحد بمعنى ان القرار كان يحتاج الى ١٣٨نائبا وهنا التساؤل هل ان الشيخ الصغير بمفرده كان يمنع الوصول الى هذا الرقم او هل ان الشيخ الصغير نجح في اقناع العدد الاكبر بعدم التوقيع على القانون وهنا الامر يختلف.فاذا كان الصغير بمفرده منع التصويت على القرار فيمكن اعتباره امة في رجل وان نجح الشيخ الصغير في اقناع الكتل الاخرى فهذا يعني ان حجته راجحة ومقنعة وهنا تسجل للرجل فطنته ونباهته وقدرته على تشخيص المواقف.
ان تصريح المالكي من على قناة العراقية واتهامه للصغير بانه يتباهى بوقف قانون البنى التحتية كان خطا كبير لان الشيخ الصغير لم يصرح او يلمح بذلك هذا اولا وثانيا ان الكذب من قبل اعلى مسؤول في الدولة يمثل سقطة كبيرة لا يمكن تجاوزها لان المالكي عندما تحدث بهذا الحديث لم يسمع هو من الشيخ الصغير بل استمع الى ما يقوله الاخرين ومثل هذا الاندفاع يحمل في ثناياه غباءا وحقدا وانكسارا.
ان محاولة المالكي صرف انظار الناس عن انهيار الوضع الامني وتردي الخدمات لم يكن موفقا لانه تحدث باسلوب بائس لا يليق حتى بمعلم في الصفوف الابتدائية لان الحاكم الذي يبحث عن المشاكل ويفتعل الاكاذيب لن ينجح ببناء دولة او يصنع مستقبل امة.
تخلى الشيخ الصغير عن مجلس النواب منذ اكثر من ثلاث سنوات ولازال مجلس النواب لم ينجح في اقرار قانون البنى التحتيه والسؤال هنا اذا كان الشيخ الصغير يمنع في السابق اقرار القانون لماذا اذا لم تنجح دولة القانون بتمرير القرار خلال هذه السنوات؟؟.