يبدو ان المصالح أضحت تلعب دور كبير في مستقبل الشعوب، والمنطقة بالكامل وتتحكم بإرادة الإنسان حيث ما تشاء، وأيضا تتحكم بمقدرات البلاد ومؤسساته الحيوية والإنسانية وثرواته الطبيعية، وجعلت المنطقة العربية شبة بركة واحدة للماء الآسن والروائح النتنة التي هيمنت عليها الأفكار المنحرفة، والقابعين برداء الإسلام الأموي والطامحين إلى قيادة الشعوب العربية والإسلامية بالوكالة ، ويمثلون دور الجندي المطيع في المنطقة. وقد تلاقحت بعض الأحزاب مصالحها ومنهجها بإدارة الشعوب، وجعلته ضمن دائرة واحدة وان اختلفت تلك الجماعات في بعض الأمور المذهبية والقومية والعشائرية، لكن اتفقت على خطوط أوسع من ذلك وجعلت ركيزة مهمة في كل جزء من جسد الوطن العربي، فلذلك أصبحت المنطقة ملتهبة بالكامل ومتجهة نحو المجهول، والذين يقود مسيرتها الإخوان المسلمين في مصر، وتحذو على خطاها حركة حماس في فلسطين، وحزب الدعوة، والحزب الإسلامي في العراق، والجماعة الإسلامية في لبنان.
بلا شك ان هؤلاء جميعهم يتفقون على مشرب ورؤية واحدة وهي ( لو العب لو أخرب الملعب) حيث تأسست حركة الإخوان المسلمين في عشرينات القرن الماضي، الذي أسسها (حسن ألبنا) في مصر مارس ١٩٢٨م وقد اشتدت سواعدها في نهايات القرن المنصرم وتحت يافطة الإصلاح السياسي، والاجتماعي، والاقتصادي، في المنظور الشرعي والإسلامي حسب ما يعتقدون به، وجعلت أذرعتها الأخطبوطية تدور حول المنطقة العربية والإقليمية، وقد تمركزت تلك الأذرع في الأردن، وفلسطين، والسعودية، وقطر، ولبنان، وامتدت إلى العراق بعد ٢٠٠٣ حيث أسقطت حكم الرئيس المصري ( حسني مبارك) في ٢٠١١ وقد تسلقت إلى مقاليد الحكم وكافة مفاصل الدولة، والهيمنة الكاملة على جميع مقدرات البلد وتحجيم الحريات وإلغاء الرأي الأخر بالكامل، مما اضطر الشعب لتفادي الأمر الخطير الذي جعل البلد يدور في دوامة التخبط السياسي، والأمني، والاقتصادي، والصحي.
وكذلك الأمر في فلسطين وحركة حماس التي حملت البلد إثقال من الديون، وجعلته يئن من المشاكل السياسية الداخلية والخارجية، وكذلك الجماعة الإسلامية في لبنان التي أدخلت البلاد حرب طائفيه وقومية، وأيضا الحزب الإسلامي العراقي في عام ٢٠٠٥- ٢٠٠٧ الذي جعل العراق أفواج من الأيتام، والأرامل، والفقراء وملى الأرض من أجساد العراقيين، وكذلك حزب الدعوة الذي تسمم بتلك الأفكار الاخوانية، وحب السلطة والهيمنة على الآخرين، والتصافح مع قتلة الشعب وإحراق البلد بالمفخخات وتهريب السجناء المجرمين الذي استباحوا البلاد والعباد، وجعل البلد غابة للقردة والخنازير من اجل الإمساك بالكرسي والتسلط على الناس، لاقين خلف أظهرهم رسالة المفكر الكبير السيد (محمد باقر الصدر ( قدس ) الذي رسمها لهم وجعل نفسه قربان لتلك الرسالة التي ينال فيها الإنسان حريته، وكرامته، وينعم بالأمن والاستقرار في بلدة...