إذن ، كما يبدو واضحا للأمة الكردية والمنطقة والعالم كله بأن الشعب الكردي في كردستان سوريا قد أصبح في أشد الحالات خطورة وكارثية ، ولم يعد الأمر يتحمَّلُ التفرّج ، أو إصدار بيانات الشجب والإستنكار فقط ، فهذا لايجدي نفعا ولايدفع الخطر والكارثة على الإطلاق ، بل إن ذلك هو من أضعف وأضعف الإيمان والمواقف والردود ...
إن الجماعات والعصابات الإسلاموية التكفيرية السورية ، ومن خارجها أيضا قد تكاتفت وتوحّدت وأجمعت ، ومعها كذلك ألوية من المعارضة السورية مايسمى بالجيش السوري الحر على شن وفرض حرب ضروس عدوانية على الشعب الكردي في كردستان سوريا ، وبخاصة على قواته العسكرية التي مازالت تصد هجماتهم بكل قوة وبطولة وعزم وآقتدار ، ومن أحد أهداف هؤلاء هو السيطرة على كردستان سوريا بغية تضعيف وتهديد إقليم جنوب كردستان وجعله بين فكّي كماشة ! ... والعصابات والجماعات التكفيرية التي شنت الحرب على الكرد في كردستان سوريا هي كالتالي :
١-/ جبهة النصرة السورية .
٢-/ الدولة الاسلامية في بلاد الرافدين والشام .
٣-/ كتيبة إسلام إبن تيمية .
٤-/ كتائب دير الزور .
٥-/ كتيبة أبناء السخاني .
٦-/ حركة أحرار الشام .
٧-/ كتيبة أحار البليخ التابعة للجيش السوري الحر .
٨-/ كتيبة أنوار الحق التركمانية .
٩-/ كتيبة صواعق الرحمن .
١٠-/ كتيبة عشيرة المنيف .
١١-/ كتيبة الفرقة [ ١١ ] للجيش السوري الحر .
١٢-/ اللواء [ ٣١٣ ] للجيش الحر .
١٣-/ مقاتلون من أجل الفاروق .
١٤-/ أنص٣ار الخلافة الاسلامية .
١٥-/ أنصار لواء الخلافة ، وربما غيرها أيضا ! .
كما نلاحظ إن هذه الحركات والجماعات والألوية والكتائب هي بالحقيقة جيش كبير ، ولها / ولهم أسلحة قوية وحديثة وثقيلة ، مضافا الى الدعم والإسناد المالي والتسليحي الذي يتلقونه من بعض الدول الإقليمية في المنطقة ، وبخاصة قطر وتركيا حيث الجارة اللدود لكردستان وللحقوق القومية والوطنية الكردية ..!
على هذا الأساس أرى بأنه ينبغي العمل السريع والمدروس والمبرمج على عدة محاور لهذه القضية الخطيرة على الكرد وكردستان ، وبالشكل التالي :
١-/ المحور الاسلامي الكردي : على الفقهاء والشيوخ والعلماء الكرد ، وبخاصة الحركات الاسلامية الكردية والاسلاميين الكرد عقد مؤتمر إسلامي كردي واسع في أسرع وقت ممكن . وذلك للبحث والدراسة الاسلامية حول هذه الجماعات التكفيرية والعصابات المحاربة ، لأجل الخروج بموقف إسلامي كردي موحد ، وهو الإفتاء والإعلان الرسمي والعلني والعام بأن هذه الحركات والجماعات وأشباهها في العالم هي حركات وجماعات وعصابات محاربة لله ولرسوله وللمسلمين وللمؤمنين وللإنسانية جمعاء ، وهي كذلك حركات وجماعات وعصابات مفسدة في الأرض ... لهذا يجوز شرعا التصدِّي لها وقلعها وقمعها من الجذور ، وهكذا مكافحتها بجميع الطرق والوسائل . وهذا جزاء المحاربين والمفسدين في الأرض كما جاء الحُكْم ُ القرآني عنهم : { إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويَسْعَوْنَ في الأرض فسادا : أن يُقَتَّلوا ، أو يُصَلَّبوا ، أو تُقْطَعَ أيديهم وأرجُلُهُم من خِلاف ، أو يُنْفَوا من الأرض * ذلك لهم خِزْيٌ في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم } المائدة / ٣٣
نعم ... هذا هو حكم الحِرابة والمحارب الفاسد في الاسلام ، وفي الشريعة الاسلامية ، وفي ذلك تبقى التفاصيل وكيفية إجراء الحكم في تقدير وإجتهاد الحاكم العادل والحكومة العادلة ، لأن الآية كما نلاحظ قد أعطت المجال للحاكم في الإجتهاد والتصرّف في إنتخاب الحكم المناسب للمحارب الفاسد ، وفي نوعية الفساد والمحاربة التي قام بها المحارب في المجتمع ... أما هؤلاء المارقون المحاربون الهمج فقد إقترفوا جميع الموبقات الكبرى والجرائم العظمى من القتل الجماعي للناس ، ومن السلب والنهب ، ومن التفجيرات للمساجد والجوامع والكنائس والمدارس ، ومن قطع الطرق ، ومن بثِّ الخوف والرعب في نفوس الناس ...!!!
ومن ناحية أخرى فإنه ينطبق على هؤلاء حكم الخوارج ، حيث هم خوارج هذا العصر حقا ... وقد أمر رسول الله محمد – عليه الصلاة والسلام - بمكافحة الخوارج وهؤلاء النمط المهج من الناس ، حتى أنه وصفهم بأنهم { شَرُّ الخلق والخليقة } كما نشاهد ذلك في حديثه التنبؤي الإستشرافي المستقبلي عنهم ، فقال : { إنَّ بعدي من أمتي قوم يقرأون القرآن ، لايُجاوِزُ حَلاقِيمهم ، يَخْرُجون من الدين كما يَخْرُجُ السهم من الرَّمِيَّة . ثم لايعودون فيه : هم شَرُّ الخَلْقِ والخليقة } ، ويقول عليه الصلاة والسلام عن الخوارج في روايات أخرى : { لَئِنْ أدْرَكْتُهُم لأقْتُلَنَّهم قتل ثمود } ، وفي رواية أخرى : { لئن أدركتُهُم لأقتلنهم قتل عاد } ، وذلك لِمَا لهم ، ولِمَا يبلُغونه وما يفعلونه من الشرور والآثام والجنايات والفظائع والجرائم والموبقات بإسم الاسلام ، وهو منهم بريءٌ ، وهم كذلك منه براءٌ كل البراءة ولو زعموا مازعموا المزاعم والتخرُّصات التي يرفضها الكتاب الكريم والسنة الشريفة رفضا قاطعا ، لأن : { المسلم هو من سلم الناس من لسانه ويده } كما جاء في الحديث النبوي ، ولأجل أحكام وقضايا أخرى وردت بعضها آنفا بالإيجاز في هذه المقالة ...!
٢-/ المحور الوطني الكردي : هذا المحور يكون واجبه على عاتق حكومة إقليم كردستان والمعارضة فيه وتياراته ومثقفوه وجماهيره عموما ، ثم يقع الواجب على حزب العمال الكردستاني والأحزاب والتيارات السياسية الكردية في كردستان سوريا ، وذلك بالتنسيق العاجل فيما بينهم على المستويات السياسية والعسكرية والتسليحية والشعبية ، لأجل تكوين أكبر وأقوى جبهة عسكرية – تسليحية كردية لمواجهة تلكم الشراذم الشاذة والجماعات التكفيرية المسلحة التي باتت – كما أشرنا – لاتهدد كردستان سوريا وحسب ، بل وإقليم كردستان أيضا ، لأن هؤلاء ضد أيَّ مكسب كردي في أيِّ جزء كان من كردستان .