ـــ لو جئت في البلد الغريب ماكمل اللقاء.
ـــ الملتقى بك والعراق على يدى هو اللقاء.
هذه العلاقة علاقة تاريخية طويلة الامد تمازجت فيها الدماء وتعانقت جماجم الشهداء واصبح موطن الشيعة في الوسط والجنوب وموطن الكرد في الشمال ملجأ للمناضلين من اجل الحرية والحق والعدالة والمساواة وحقوق الانسان. فاذا طورد الاولون لجأوا الى كردستان العراق واذا طورد الاخرين احتضتهم اهوار وقصبات وسهول الوسط والجنوب.
ولا نريد ان نلتزم هنا بتاريخ محدد يوم او شهر او سنة لنبين مدى هذه العلاقة لكن كمثال ثورة العشرين في الثلاثين من حزيران التي انطلقت شرارتها من ارض الرميثة وشملت الفرات الاوسط باسره انتخى لها الكرد المناضلون فكان الامداد للثوار بقيادة محمود الحفيد الذي قطع كل تلك المسافة وجاء بفرسانه ليقاتل مع الثوار الشيعة حتى ان هناك عشيرة تسمى (آل ــ بربوتي) وهم يقطنون السماوة اراد شاعرهم الشعبي ان يشيد بلطف بالبطل محمود واتباعه فخاطب شيخهم بأهزوجته الشعبية:
ثلثين الجنة الهادينه
وثلث الكاكه احمد واصحابه
وشوية شوية البربوتي
وهنا (هادينه) رجل دين و(احمد الثائر الكردي) و(بربوتي)الشيخ العربي.وكل الحكومات التي تعاقبت وضربت الحركة الكردية تعرضت للغليان من قبل (الشيعة) فها هوة سماحة (السيد الحكيم) (رحمة الله) يفتي بعدم جواز قتال الكرد لانهم مسلمون اولا والعراقيون ثانيا ويجب ان ينالوا حقوقهم ولهذا وقف ندا لحكومة (عبدالسلام عارف)وما بعده وكذا كل علماء الشيعة ورجالاتهم وفي الانتفاضة الشعبانية عام (١٩٩١) كان هناك ترابط ادى الى الانتفاضة الكردية التي استطاعت ان تنال الاستقلال عن الحكم السابق.
واختلطت عذابات الشيعة في سجن (ابي غريب) والسجون الاخرى (ونقرة السلمان على الحدود السعودية) بعذابات اخوانهم الكرد بعد جريمة الانفال وضرب حلبجه بالمواد الكيماوية والغازات السامة والقنابل العنقودية والنابالم وكذلك كان نصيب الشيعة منها وسطا وجنوبا كبيرا ايضا.
واحتوت اراضي كردستان كل الهاربين من ظلم وجور النظام السابق وعقدت هناك المؤتمرات لايجاد الوسيلة المثلى لاسقاط النظام المقبور.
والحديث عن الترابط بين الكرد والشيعة حديث طويل وذو شجون فتحية اجلال واكبار لشهداء كردستان وشهداء ابناء الشيعة الذين وقفوا ضد الظلم والجور والاضطهاد الطائفي والعرقي من اجل عراق موحد تتآخى فيه كل القوميات والطوائف.