ونحن جميعا نتحمل مسؤلية الحفاظ عليها اذا ما تجردنا عن خلفيات ومواقف مسبقة
نظرا إلى التطورات الراهنة في الشرق الأوسط وكذلك بعد معالجة ما حدث في سوريا خلال الأشهر المنصرمة، نجد أن ما يجري في سوريا يختلف عما جرى في تونس ومصر وليبيا اختلافا جوهريا.
أن منطقة الشرق الأوسط هي منطقة معقدة، حيث من الصعب التوقع بالتطورات المستقبلية، وبالتالي يجب البحث عن أسباب نشوء هذه التطورات.
إن معرفة المتغيرات بغية تخمين ما سيحدث في المستقبل من التطورات تحظى بأهمية بالغة جدا، وعلى هذا الأساس ونظرا إلى التطورات الراهنة في الشرق الأوسط، نرى أن ما يجري في سوريا يختلف عما جرى في تونس ومصر وليبيا اختلافا جوهريا.
ومن هذا المنطلق، لابد من تحليل ودراسة ما يجري في سوريا ليتسنى فهم الحقائق ومعرفة الفروق الرئيسية بين ما يجري في هذا البلد وما يجري في باقي الدول العربية.
ولهذه الغاية، علينا التركيز على النقاط التالية:
١-هتافات المعارضين ومحتواها
في سوريا تُردّد شعارات طائفية وقومية، بينما في مصر وتونس وليبيا والبحرين لم يتم طرح هذا النوع من الهتافات.
*تحولت الهتافات في سوريا إلى شتائم وألفاظ غير لائقة حيث لاقت رفض بعض التيارات المعارضة في سوريا، وهذا يدل على جوهر بعض التيارات المعارضة للحكومة السورية.
*إن الشعارات والهتافات المطروحة في الدول العربية ترتبط عادة بالمطالب الشعبية والقضايا الداخلية بعيدة عن السياسة الخارجية للبلاد. وعلى سبيل المثال، في دول كتونس ومصر واليمن والبحرين، قلّما نجد هتافات ضد الولايات المتحدة الأمريكية أو الكيان الصهيوني أو السياسة الخارجية للبلاد المذكورة أعلاه.
هذا وفي سوريا، اُطلقت هتافات في الشؤون الخارجية والسياسة الخارجية وكذلك ضد الدول المتحالفة مع سوريا. كما رددت المعارضة السورية هتافات لصالح تركيا وقطر والولايات المتحدة أيضا.
٢- دور العوامل الخارجية في أحداث سوريا
*في معظم الدول العربية ماعدا ليبيا، نرى أن دور العامل الخارجي جاء لصالح الأنظمة العربية؛ ولكن التدخل الخارجي في الشؤون السورية جاء بشكل واضح جدا، أي أنه منذ اندلاع الأزمة في سوريا، برز دور العامل الخارجي في تطورات هذا البلد بشكل جلي وواضح.
*العامل الخارجي لعب دورا مهما في تشكيل المعارضة السورية وتوجيهها. صحيح أن العامل الخارجي والتدخل الأجنبي في سوريا لقي رفضا باتا من قبل المعارضة الوطنية والشعب السوري، إلا أن هذا العامل لعب دورا أساسيا في توجيه المعارضة السورية المقيمة في خارج البلاد.
*الدعم المالي واللوجستي والإعلامي من قبل العامل الخارجي، لعب دورا مهما في تفاقم الأزمة بسوريا.
*إن العامل الخارجي دعم أنظمة مبارك وبن علي وعلي عبدالله صالح وآل خليفه حتى آخر لحظة، وحاول الحيلولة دون انهيار هذه الأنظمة. ولكن فيما يتعلق بسوريا، نرى أن هذا العامل الخارجي يسعى جاهدا لتغيير نظام الحكم في دمشق.
*حاول العامل الخارجي بكل قواه أن يستهدف سوريا وسيادتها ومكوناتها بشتى الطرق، إلا أن سوريا بقدراتها الذاتية والداخلية وكذلك بدعم حلفائها استطاعت أن تقف في وجه هذه الضغوط و أن يقاوم المؤامرة الشرسة.
٣- التيارات الإسلامية والسلفية
*إن التيارات الإسلامية في الحراك الشعبي في مصر وتونس كانت تُعتبر خطّاً أحمرَ وكان يحاول العامل الخارجي ترويع المعارضة من الجماعات الإسلامية والفرق الدينية والمذهبية. وبمحاذاة هذا الترويع، كانت وسائل الإعلام الغربية تحذر من وصول التيارات الإسلامية إلى الحكم، بينما نجد أن الغرب دعم التيارات السلفية والإسلامية المتطرفة في سوريا وشجع المعارضة السورية على التحالف معها.
*التيارات السلفية والإسلامية المتطرفة في سوريا تستغلّ الأنظمة والمؤسسات الدينية لخدمة مصالحها واهدافها السياسية.
٤- كيفية أحداث سوريا وكمّيتها
في الحراك الشعبي في الدول العربية، كانت المظاهرات واسعة ومركزة، بينما في سوريا تكون المظاهرات قليلة ومبعثرة حيث لم تتمكن المعارضة السورية لم شملها وتوحيد صفوفها.
٥- جغرافيا نشاطات المعارضة في سوريا
*في كل الدول العربية قامت الاحتجاجات والمظاهرات في المدن الكبرى ولا سيما العواصم، بينما المعارضة السورية بعد مضيّ ٨ أشهر من نشوء الأزمة السياسة في البلاد، لم تتمكن من توحيد صفوفها وتوسيع حراكها في المدن الكبرى كدمشق وحلب وغيرها من المدن السورية الكبيرة.
*أعلنت المعارضة السورية مرارا وتكرارا أنها فشلت في نقل الاحتجاجات والمظاهرات إلى العاصمة دمشق أو القلب الاقتصادي لهذا البلد حلب.
*إن الاحتجاجات ونشاطات المعارضة في سوريا تتمركز في المناطق الحدودية (الحدود مع الأردن والعراق وتركيا) وغيرها من المدن السورية الصغيرة أو في ضواحي المدن الكبرى، وهذا بخلاف ما جرى في تونس ومصر وليبيا والبحرين واليمن.
٦- رأي الأكادميين والمثقفين والجامعيين السوررين في الأحداث
*إن الطلبة والمؤسسات العلمية والجامعات في معظم الدول العربية تُعدّ محورا رئيسيا للاحتجاجات، بينما لم تتمكن المعارضة السورية استقطاب الطلبة الجامعيين والآكادميين والمثقفين.
*تجري حياة علمية طبيعية جدا في الجامعات والمؤسسات العلمية السورية بعد مضيّ ٨ أشهر من اندلاع الأزمة، حيث لم يحدث أي خلل في مسيرة التدريس أو الامتحانات.
٧- دور العامل الإيديولوجي في أحداث سوريا
انخفاض العامل الإيديولوجي هو أحد مؤشرات الربيع العربي، ولكننا نرى في سوريا أن العامل الإيديولوجي واضح وجلي، وذلك من خلال الخطاب الطائفي في هذا البلد؛ وهذا يُعتبر من ميزات التطورات الراهنة في سوريا وما يميزها عن باقي الدول العربية في الشمال الإفريقي والخليج الفارسي.
٨- تقسيم المعارضة السورية
*في الحراك الشعبي بكل من تونس ومصر وليبيا واليمن، قلّما نجد انتماءا إيديولوجيا، ولكن النموذج السوري، يغلب عليه الطابع الإيديولوجي والخطاب الطائفي.
*ثمة تياران في التاريخ المعاصر يقفان دائما في وجه البعض بسبب الخلافات العقدية والخطابية وهما الإخوان والسلفيون (بكل فرقهم) إلا أنهما في سوريا اتحدا وشكّلا جبهة التحالف المشترك ضد النظام السياسي في دمشق.
*تحالفُ الإسلاميين المتطرفين مع العلمانيين هو ظاهرة فريدة من نوعها نجدها في سوريا فحسب؛ إذ أن المعارضة العلمانية السورية المقيمة في الغرب تحالفت مع الإخوان المسلمين في سوريا وأصبحت شريكا لهذه الجماعة.
٩- دور الجيش العربي السوري في الأحداث
*أعلنت الجيوش المصرية والتونسية حياديتها منذ نشوء الحراك الشعبي في هذين البلدين وأحيانا كان الجيش يقوم بحماية الشعب، والمعارضة لم تطلق شعارا ضد الجيش؛ بينما في سوريا ومنذ بداية الأزمة، ردد المعارضون هتافات ضد الجيش وكتبوا مقالات كثيرة ضده.
*لم نجد في الدول العربية نشاطات مسلحة وإجراءات عنيفة ضد الجيش؛ ولكنه في النموذج السوري نرى أن المعارضة تقوم بأعمال دموية وعنيفة ضد الجيش والقوى الأمنية.
١٠- طريقة عمل المعارضة السورية في الاحداث الجارية
في النموذج المصري والتونسي واليمني والبحريني كانت الاحتجاجات سلمية وسياسية، بينما في سوريا ومنذ نشوء الاحتجاجات، اتجهت المعارضة الخارجية نحو العنف واستخدام الأسلحة بغية إسقاط النظام، وهذا يأتي على عكس المعارضة الداخلية التي ترفض استخدام العنف ومازالت تلحّ على تحقيق مطالبها بطريقة سلمية وبعيدة عن العنف.
نظرا إلى التطورات الراهنة في الشرق الأوسط وكذلك بعد معالجة ما حدث في سوريا خلال الأشهر المنصرمة، نجد أن ما يجري في سوريا يختلف عما جرى في تونس ومصر وليبيا اختلافا جوهريا.
أن منطقة الشرق الأوسط هي منطقة معقدة، حيث من الصعب التوقع بالتطورات المستقبلية، وبالتالي يجب البحث عن أسباب نشوء هذه التطورات.
إن معرفة المتغيرات بغية تخمين ما سيحدث في المستقبل من التطورات تحظى بأهمية بالغة جدا، وعلى هذا الأساس ونظرا إلى التطورات الراهنة في الشرق الأوسط، نرى أن ما يجري في سوريا يختلف عما جرى في تونس ومصر وليبيا اختلافا جوهريا.
ومن هذا المنطلق، لابد من تحليل ودراسة ما يجري في سوريا ليتسنى فهم الحقائق ومعرفة الفروق الرئيسية بين ما يجري في هذا البلد وما يجري في باقي الدول العربية.
ولهذه الغاية، علينا التركيز على النقاط التالية:
١-هتافات المعارضين ومحتواها
في سوريا تُردّد شعارات طائفية وقومية، بينما في مصر وتونس وليبيا والبحرين لم يتم طرح هذا النوع من الهتافات.
*تحولت الهتافات في سوريا إلى شتائم وألفاظ غير لائقة حيث لاقت رفض بعض التيارات المعارضة في سوريا، وهذا يدل على جوهر بعض التيارات المعارضة للحكومة السورية.
*إن الشعارات والهتافات المطروحة في الدول العربية ترتبط عادة بالمطالب الشعبية والقضايا الداخلية بعيدة عن السياسة الخارجية للبلاد. وعلى سبيل المثال، في دول كتونس ومصر واليمن والبحرين، قلّما نجد هتافات ضد الولايات المتحدة الأمريكية أو الكيان الصهيوني أو السياسة الخارجية للبلاد المذكورة أعلاه.
هذا وفي سوريا، اُطلقت هتافات في الشؤون الخارجية والسياسة الخارجية وكذلك ضد الدول المتحالفة مع سوريا. كما رددت المعارضة السورية هتافات لصالح تركيا وقطر والولايات المتحدة أيضا.
٢- دور العوامل الخارجية في أحداث سوريا
*في معظم الدول العربية ماعدا ليبيا، نرى أن دور العامل الخارجي جاء لصالح الأنظمة العربية؛ ولكن التدخل الخارجي في الشؤون السورية جاء بشكل واضح جدا، أي أنه منذ اندلاع الأزمة في سوريا، برز دور العامل الخارجي في تطورات هذا البلد بشكل جلي وواضح.
*العامل الخارجي لعب دورا مهما في تشكيل المعارضة السورية وتوجيهها. صحيح أن العامل الخارجي والتدخل الأجنبي في سوريا لقي رفضا باتا من قبل المعارضة الوطنية والشعب السوري، إلا أن هذا العامل لعب دورا أساسيا في توجيه المعارضة السورية المقيمة في خارج البلاد.
*الدعم المالي واللوجستي والإعلامي من قبل العامل الخارجي، لعب دورا مهما في تفاقم الأزمة بسوريا.
*إن العامل الخارجي دعم أنظمة مبارك وبن علي وعلي عبدالله صالح وآل خليفه حتى آخر لحظة، وحاول الحيلولة دون انهيار هذه الأنظمة. ولكن فيما يتعلق بسوريا، نرى أن هذا العامل الخارجي يسعى جاهدا لتغيير نظام الحكم في دمشق.
*حاول العامل الخارجي بكل قواه أن يستهدف سوريا وسيادتها ومكوناتها بشتى الطرق، إلا أن سوريا بقدراتها الذاتية والداخلية وكذلك بدعم حلفائها استطاعت أن تقف في وجه هذه الضغوط و أن يقاوم المؤامرة الشرسة.
٣- التيارات الإسلامية والسلفية
*إن التيارات الإسلامية في الحراك الشعبي في مصر وتونس كانت تُعتبر خطّاً أحمرَ وكان يحاول العامل الخارجي ترويع المعارضة من الجماعات الإسلامية والفرق الدينية والمذهبية. وبمحاذاة هذا الترويع، كانت وسائل الإعلام الغربية تحذر من وصول التيارات الإسلامية إلى الحكم، بينما نجد أن الغرب دعم التيارات السلفية والإسلامية المتطرفة في سوريا وشجع المعارضة السورية على التحالف معها.
*التيارات السلفية والإسلامية المتطرفة في سوريا تستغلّ الأنظمة والمؤسسات الدينية لخدمة مصالحها واهدافها السياسية.
٤- كيفية أحداث سوريا وكمّيتها
في الحراك الشعبي في الدول العربية، كانت المظاهرات واسعة ومركزة، بينما في سوريا تكون المظاهرات قليلة ومبعثرة حيث لم تتمكن المعارضة السورية لم شملها وتوحيد صفوفها.
٥- جغرافيا نشاطات المعارضة في سوريا
*في كل الدول العربية قامت الاحتجاجات والمظاهرات في المدن الكبرى ولا سيما العواصم، بينما المعارضة السورية بعد مضيّ ٨ أشهر من نشوء الأزمة السياسة في البلاد، لم تتمكن من توحيد صفوفها وتوسيع حراكها في المدن الكبرى كدمشق وحلب وغيرها من المدن السورية الكبيرة.
*أعلنت المعارضة السورية مرارا وتكرارا أنها فشلت في نقل الاحتجاجات والمظاهرات إلى العاصمة دمشق أو القلب الاقتصادي لهذا البلد حلب.
*إن الاحتجاجات ونشاطات المعارضة في سوريا تتمركز في المناطق الحدودية (الحدود مع الأردن والعراق وتركيا) وغيرها من المدن السورية الصغيرة أو في ضواحي المدن الكبرى، وهذا بخلاف ما جرى في تونس ومصر وليبيا والبحرين واليمن.
٦- رأي الأكادميين والمثقفين والجامعيين السوررين في الأحداث
*إن الطلبة والمؤسسات العلمية والجامعات في معظم الدول العربية تُعدّ محورا رئيسيا للاحتجاجات، بينما لم تتمكن المعارضة السورية استقطاب الطلبة الجامعيين والآكادميين والمثقفين.
*تجري حياة علمية طبيعية جدا في الجامعات والمؤسسات العلمية السورية بعد مضيّ ٨ أشهر من اندلاع الأزمة، حيث لم يحدث أي خلل في مسيرة التدريس أو الامتحانات.
٧- دور العامل الإيديولوجي في أحداث سوريا
انخفاض العامل الإيديولوجي هو أحد مؤشرات الربيع العربي، ولكننا نرى في سوريا أن العامل الإيديولوجي واضح وجلي، وذلك من خلال الخطاب الطائفي في هذا البلد؛ وهذا يُعتبر من ميزات التطورات الراهنة في سوريا وما يميزها عن باقي الدول العربية في الشمال الإفريقي والخليج الفارسي.
٨- تقسيم المعارضة السورية
*في الحراك الشعبي بكل من تونس ومصر وليبيا واليمن، قلّما نجد انتماءا إيديولوجيا، ولكن النموذج السوري، يغلب عليه الطابع الإيديولوجي والخطاب الطائفي.
*ثمة تياران في التاريخ المعاصر يقفان دائما في وجه البعض بسبب الخلافات العقدية والخطابية وهما الإخوان والسلفيون (بكل فرقهم) إلا أنهما في سوريا اتحدا وشكّلا جبهة التحالف المشترك ضد النظام السياسي في دمشق.
*تحالفُ الإسلاميين المتطرفين مع العلمانيين هو ظاهرة فريدة من نوعها نجدها في سوريا فحسب؛ إذ أن المعارضة العلمانية السورية المقيمة في الغرب تحالفت مع الإخوان المسلمين في سوريا وأصبحت شريكا لهذه الجماعة.
٩- دور الجيش العربي السوري في الأحداث
*أعلنت الجيوش المصرية والتونسية حياديتها منذ نشوء الحراك الشعبي في هذين البلدين وأحيانا كان الجيش يقوم بحماية الشعب، والمعارضة لم تطلق شعارا ضد الجيش؛ بينما في سوريا ومنذ بداية الأزمة، ردد المعارضون هتافات ضد الجيش وكتبوا مقالات كثيرة ضده.
*لم نجد في الدول العربية نشاطات مسلحة وإجراءات عنيفة ضد الجيش؛ ولكنه في النموذج السوري نرى أن المعارضة تقوم بأعمال دموية وعنيفة ضد الجيش والقوى الأمنية.
١٠- طريقة عمل المعارضة السورية في الاحداث الجارية
في النموذج المصري والتونسي واليمني والبحريني كانت الاحتجاجات سلمية وسياسية، بينما في سوريا ومنذ نشوء الاحتجاجات، اتجهت المعارضة الخارجية نحو العنف واستخدام الأسلحة بغية إسقاط النظام، وهذا يأتي على عكس المعارضة الداخلية التي ترفض استخدام العنف ومازالت تلحّ على تحقيق مطالبها بطريقة سلمية وبعيدة عن العنف.